فلما رأى ذلك صالح أقبل إليهم ، فقال : يا قوم ، ما دعاكم إلى ما صنعتم؟ أعصيتم ربكم؟
فأوحى الله ـ تبارك وتعالى ـ إلى صالح عليهالسلام أن قومك قد طغوا وبغوا ، وقتلوا ناقة بعثتها (١) إليهم حجة عليهم ، ولم يكن عليهم فيها (٢) ضرر ، وكان لهم منها (٣) أعظم المنفعة ، فقل لهم : إني مرسل عليكم (٤) عذابي إلى ثلاثة أيام ، فإن هم تابوا ورجعوا ، قبلت توبتهم ، وصددت (٥) عنهم ، وإن هم لم يتوبوا ولم يرجعوا ، بعثت عليهم عذابي في اليوم الثالث.
فأتاهم صالح عليهالسلام ، فقال لهم (٦) : يا قوم ، إني رسول ربكم إليكم وهو يقول لكم : إن أنتم تبتم ورجعتم واستغفرتم ، غفرت لكم وتبت عليكم ، فلما قال لهم ذلك كانوا أعتى ما كانوا وأخبث ، وقالوا : يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين (٧).
قال : يا قوم ، إنكم تصبحون غدا ووجوهكم (٨) مصفرة ، واليوم الثاني وجوهكم (٩) محمرة ، واليوم الثالث وجوهكم (١٠) مسودة.
فلما أن كان (١١) أول يوم ، أصبحوا (١٢) ووجوههم (١٣) مصفرة ، فمشى بعضهم إلى بعض ، وقالوا (١٤) : قد جاءكم (١٥) ما قال لكم صالح ، فقال العتاة منهم : لانسمع قول صالح ، ولا
__________________
(١) في «بف» : «قد بعثتها». وفي «د ، بح» : «بعثها الله».
(٢) في حاشية «د ، جت» والوافي : «منها».
(٣) في «بح ، بن» والبحار : ـ «منها». وفي الوافي : «فيها».
(٤) في الوافي : «إليكم».
(٥) في «بح» وحاشية «د» : «وصرفت».
(٦) في «بف» : ـ «لهم».
(٧) إشارة إلى الآية ٧٧ من سورة الأعراف (٧): (يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
(٨) في «م» : «وجوهكم» من دون الواو.
(٩) في «د ، بح ، جت» : «ووجوهكم».
(١٠) في «د ، بح ، جت» : «ووجوهكم».
(١١) في «ع ، ن ، بف» : «كانوا».
(١٢) في حاشية «جت» : «أصبحت».
(١٣) في «م» وحاشية «جت» : «وجوههم» من دون الواو.
(١٤) في «بح» : «وقال : يا قوم».
(١٥) في «بح» : «جاء لكم».