ولها (١) شرب يوم.
ثم قالوا (٢) : من (٣) الذي يلي قتلها ، ونجعل له جعلا (٤) ما أحب؟ فجاءهم رجل أحمر أشقر (٥) أزرق (٦) ولد زنى لايعرف له أب ، يقال له : قدار ، شقي من الأشقياء مشؤوم عليهم ، فجعلوا له جعلا ، فلما توجهت الناقة إلى الماء الذي كانت ترده ، تركها حتى شربت الماء ، وأقبلت راجعة ، فقعد لها في طريقها ، فضربها بالسيف ضربة ، فلم تعمل شيئا ، فضربها ضربة أخرى ، فقتلها وخرت (٧) إلى الأرض على جنبها ، وهرب فصيلها حتى صعد (٨) إلى (٩) الجبل ، فرغى (١٠) ثلاث مرات إلى السماء ، وأقبل قوم صالح ، فلم يبق أحد منهم (١١) إلا شركه في ضربته ، واقتسموا لحمها فيما بينهم ، فلم يبق منهم صغير ولا كبير (١٢) إلا أكل منها.
__________________
(١) في «بف» وشرح المازندراني والوافي : «ولنا».
(٢) في «جت» : «فقالوا».
(٣) في الوافي : + «ذا».
(٤) الجعل : الاسم بالضم ، والمصدر بالفتح ، يقال : جعلت كذا جعلا وجعلا ، وهو الاجرة على الشيء قولا أو فعلا. النهاية ، ج ١ ، ص ٢٧٦ (جعل).
(٥) الأشقر من الناس : من يعلو بياضه حمرته فتكون حمرة صافية ، وبشرته مائلة إلى البياض. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٠١ (شقر).
(٦) الأزرق : ذو الززقة ، وهي خضرة في سواد العين ، أو هو أن يتغشى سوادها بياض. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٣٨ (رزق).
(٧) «خرت» أي سقطت ؛ من الخر والخرور بمعنى السقوط مطلقا ، أو السقوط من علو إلى سفل. قال الراغب : «فمعنى خر : سقط سقوطا يسمع منه خرير ، والخرير يقال لصوت الماء والريح وغير ذلك مما يسقط من علو». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٣ ؛ المفردات للراغب ، ص ٢٧٧ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٣٤ (خرر).
(٨) في شرح المازندراني : «فصعد» بدل «حتى صعد».
(٩) في البحار : «على».
(١٠) «فرغى» أي صوت وضج ؛ من الرغاء ، وهو صوت ذوات الخف ، أو صوت الإبل. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٤٠ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٢٩ (رغا).
(١١) في «ن ، بح ، بف ، بن» والبحار : ـ «منهم». وفي «م ، جد» : «فلم يبق منهم أحد» بدل «فلم يبق أحد منهم».
(١٢) في الوافي : «صغيرا ولا كبيرا».