ثم قال لي : «تعرف الزوراء (١)؟».
قال : قلت : جعلت فداك يقولون : إنها بغداد. قال : «لا».
ثم قال (٢) : «دخلت الري؟» قلت : نعم.
قال : «أتيت (٣) سوق الدواب؟» قلت : نعم.
قال : «رأيت الجبل الأسود عن يمين الطريق؟ تلك الزوراء ، يقتل (٤) فيها ثمانون ألفا ، منهم ثمانون رجلا (٥) من ولد فلان ، كلهم يصلح للخلافة (٦)».
قلت : ومن (٧) يقتلهم جعلت فداك؟
قال : «يقتلهم (٨) أولاد العجم». (٩)
__________________
و «البزل» : جمع البازل ، وهو الإبل الذي تم ثماني سنين ودخل في التاسعة ، وحينئذ يطلع نابه وتكمل قوته ، يقال : بزل البعير يبزل بزولا ، أي فطرنا به وانشق ، فهو بازل ذكرا كان أو انثى. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٣٢ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٢٥ (بزل).
(١) في المرآة : «قال الفيروزآبادي : الزوراء : مال كان لاحيحة ، والبئر البعيدة ، والقدح ، وإناء من فضة ، والقوس ، ودجلة ، وبغداد لأن أبوابها الداخلة جعلت مزورة عن الخارجة ، وموضع بالمدينة قرب المسجد ، ودار كانت بالحيرة ، والبعيدة من الأراضي ، وأرض عند ذي خيم. انتهى. أقول : يحتمل أن يكون الزوراء في الخبر اسما لموضع بالري ، وأن يكون الزوراء البغداد الجديد ، وإنما نفى عليهالسلام البغداد القديم ، ولعله كان هناك موضع يسمى بالري ، ويكون إشارة إلى المقاتلة التي وقعت في زمان مأمون هناك ، وقتل فيها كثير من ولد العباس. وعلى الاول يكون إشارة إلى واقعة تكون في زمن القائم عليهالسلام أو في قريب منه. وابن أبي عقب لعله كان سمع هذا من المعصوم فنظمه». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٦٧ (زور).
(٢) في «بن» : + «لي».
(٣) في «د» : «دخلت».
(٤) في «بح» : «تقتل».
(٥) في «ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد» : ـ «منهم ثمانون رجلا».
(٦) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٢١٩ : «كلهم يصلح للخلافة لرفعة شأنهم من حيث الدنيا وكونهم من أولاد الخلفاء. وكأنه أراد بفلان عباسا وأشار بذلك إلى قتال أمين مع المأمون ؛ فإنه وقع بالري وقتل عساكر أمين هناك ، وكان عسكر مأمون من خراسان وحواليها. ويمكن أن يكون إشارة إلى قضية هلاكو».
(٧) في «ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» : «من» بدون الواو.
(٨) في «بح» : «تقتلهم».
(٩) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٥٥٤٧.