اللهم أعط محمدا أشرف المقام ، وحباء (١) السلام ، وشفاعة الإسلام.
اللهم وألحقنا به غير خزايا (٢) ولا ناكبين (٣) ولا نادمين ولا مبدلين (٤) إله الحق آمين.
ثم جلس قليلا ، ثم قام ، فقال :
الحمد لله أحق من خشي وحمد ، وأفضل من اتقي وعبد ، وأولى من عظم ومجد (٥) ، نحمده لعظيم غنائه (٦) ، وجزيل عطائه ، وتظاهر نعمائه ، وحسن بلائه (٧) ، ونؤمن بهداه الذي لايخبو (٨) ضياؤه ، ولا يتمهد (٩) سناؤه (١٠) ، ولا يوهن (١١) عراه (١٢) ، ونعوذ بالله
__________________
(١) الحباء : العطاء ، والعطية. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٠٨ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٣٣٦ (حبا).
(٢) «خزايا» : جمع خزيان ، وهو المستحيي. والمعنى : غير مستحيين منه بالمخزية ـ وهي الخصلة الذميمة ـ من الأفعال والأخلاق. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٠ (خزا).
(٣) في «ع ، بح ، بف» وحاشية «د» وشرح المازندراني والوافي والمرآة : «ناكثين». و «ولا ناكبين» أي لا عادلين عن طريق الحق ، يقال : نكب عن الطريق ينكب نكوبا ، أي عدل ومال. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٢٤ (نكب).
(٤) في «د ، ن ، بن ، جت» : «متبدلين».
(٥) في «بن» : ـ «عبد ، وأولى من عظم ومجد».
(٦) الغناء ، بالفتح والمد : النفع. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٩ (غنا).
(٧) في شرح المازندراني : «البلاء : المحنة ، والعطية ، والنعمة. والبلاء الحسن : العطاء الجميل. ولو اريد به المحنة فالمراد به البلاء الموجب لتذكر أمر الآخرة والرجوع إليه سبحانه ، وأما الموجب لفساد الدين فقد وقعت الاستعاذة منه». وراجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٥ (بلا) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٦٠ (بلي).
(٨) يقال : خبت النارو الحرب والحدة خبوا وخبوا : سكنت وطفئت. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٧٨ (خبو).
(٩) في الوافي والمرآة : «ولا يهمد». وفي شرح المازندراني : «ولا يتهمد».
(١٠) في مرآة العقول ، ج ٢٦ ، ص ٦١ : «قوله عليهالسلام : ولا يهمد سناؤه ، وفي بعض النسخ : لا يتمهد ، والتمهد : الانبساط ، والهمود : طفؤ النار. والسنا مقصورا : ضوء البرق ، وممدودا : الرفعة. فعلى نسخة «يهمد» ينبغي أن يكون مقصورا ، وعلى الاخرى أن يكون ممدودا ، والاولى أوفق بلاحقتها ، كما أن الثانية أوفق بسابقتها لفظا». وفي اللغة : التمهد : التمكن ، وامتهاد السنام : انبساطه وارتفاعه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤١ (مهد) ؛ وج ٦ ، ص ٢٣٨٣ (سنا).
(١١) في «ل ، بح ، بن» : «ولا توهن». وفي «د» بالتاء والياء معا.
(١٢) في «بف» : «عراوه». وفي الوافي : «عراؤه».