عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «سمعت جابر بن عبد الله يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله (١) مر بنا ذات يوم ونحن في نادينا (٢) وهو على ناقته ، وذلك حين رجع من حجة الوداع ، فوقف (٣) علينا ، فسلم ، فرددنا (٤) عليهالسلام ، ثم قال : ما لي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير من الناس حتى كأن الموت في هذه الدنيا على غيرهم كتب ، وكأن الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب ، وحتى كأن لم يسمعوا ويروا (٥) من خبر الأموات قبلهم ، سبيلهم سبيل قوم سفر (٦) عما قليل إليهم راجعون ، بيوتهم (٧) أجداثهم (٨) ، ويأكلون تراثهم ، فيظنون (٩) أنهم مخلدون بعدهم ؛ هيهات هيهات (١٠) ،
__________________
(١) في المرآة : «قد ذكر السيد في نهج البلاغة بعض فقرات هذا الخبر ونسبها إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قالها حين تبع جنازة فسمع رجلا يضحك ، ثم قال : ومن الناس من ينسب هذا الكلام إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله. ورواها علي بن إبراهيم عن أمير المؤمنين عليهالسلام». وراجع : نهج البلاغة ، ص ٤٩٠ ، ذيل الحكمة ١٢٣ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٧٠ ذيل الآية ٣٥ من سورة الأنبياء (٢١).
(٢) «النادي» : مجتمع القوم ومجلسهم ومتحدثهم ماداموا مجتمعين ، فإذا تفرقوا فليس بناد ، وأهل المجلس ، فيقع على المجلس وأهله. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٠٥ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٣٦ (ندا).
(٣) في «جت» : «وقف».
(٤) في البحار : «ورددنا».
(٥) في «جت» : «ولم يروا» بدل «ويروا».
(٦) في المرآة : «السفر : جمع السافر ، فيحتمل إرجاع الضمير في قوله : «سبيلهم» إلى الأحياء ، وفي قوله : «اليهم» إلى الأموات ، أي هؤلاء الأحياء مسافرون يقطعون منازل أعمارهم من السنين والشهور حتى يلحقوا بهؤلاء الأموات. ويحتمل العكس في إرجاع الضميرين ، فالمراد أن سبيل هؤلاء الأموات عند هؤلاء الأحياء لعدم اتعاظهم بموتهم وعدم مبالاتهم كانوا ذهبوا إلى سفر وعن قريب يرجعون إليهم. ويؤيده ما في النهج والتفسير : وكان الذي نرى من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون». راجع : المصباح المنير ، ص ٢٧٨ (سفر).
(٧) في الوافي : «يبوؤنهم».
(٨) في «ع» : «أحداثهم». والأجداث : جمع الجدث ، وهو القبر. النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٣ (جدث).
وفي المرآة : «أي يرون أن بيوت هؤلاء الأموات أجداثهم ومع ذلك يأكلون تراثهم ، أو يرون أن تراث هؤلاء قد زالت عنهم وبقي في أيديهم ومع ذلك لايتعظون ويظنون أنهم مخلدون بعدهم. والظاهر أنه وقع في نسخ الكتاب تصحيف ، والأظهر ما في النهج : نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم ، وفي التفسير : تنزلهم أجداثهم».
(٩) في «د ، بح» والبحار : «يظنون». وفي الوافي : «أفيظنون».
(١٠) في «ن» : ـ «هيهات».