أذيالها (١) ، وقالت : أي شيء يغلبني؟ فخلق الإنسان ، فبنى واحتال ، واتخذ ما يستتر به من الريح وغيرها (٢) ، فذلت الريح.
ثم إن الإنسان طغى ، وقال : من أشد مني قوة؟ فخلق الله له الموت فقهره ، فذل الإنسان.
ثم إن الموت فخر في نفسه ، فقال الله ـ عزوجل ـ لاتفخر ، فإني ذابحك بين الفريقين أهل الجنة وأهل النار ، ثم لا أحييك أبدا ، فترجى أو تخاف (٣)».
وقال أيضا : «والحلم يغلب الغضب ، والرحمة تغلب السخط ، والصدقة تغلب الخطيئة». ثم قال (٤) أبو عبد الله عليهالسلام : «ما أشبه (٥) هذا مما قد يغلب غيره». (٦)
١٤٩٤٥ / ١٣٠. عنه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة :
عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «إن رجلا أتى النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال له : يا رسول الله أوصني ، فقال له (٧) رسول الله صلىاللهعليهوآله (٨) : فهل أنت مستوص (٩) إن أنا (١٠) أوصيتك (١١)؟ حتى
__________________
(١) في الوافي : «أرخت أذيالها : أرسلتها ، كأنه كناية عن تجبرها وعتوها».
(٢) في الوافي : «غيرها ، أي نحو المطر والبرد والحر وكل ما يؤذي. وفي بعض النسخ : عزلها ، أي عزل الريح».
(٣) في الخصال «فذل وخاف» بدل «فترجى أو تخاف». وفي المرآة : «أي لا أحييك فتكون حياتك رجاء لأهل النار وخوفا لأهل الجنة. وذبح الموت لعل المراد به ذبح شيء مسمى بهذا الاسم ليعرف الفريقان رفع الموت عنهما على المشاهدة والعيان ، إن لم نقل بتجسم الأعراض في تلك النشأة لبعده عن طور العقل».
(٤) في «جت» : «وقال» بدل «ثم قال».
(٥) في «بف» والوافي : «وما أشبه».
(٦) الخصال ، ص ٤٤٢ ، باب العشرة ، ح ٣٤ ، بسنده عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إلى قوله : «لا أحييك أبدا فترجى أو تخاف». تحف العقول ، ص ٢٤ ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، من قوله : «أن الله تبارك وتعالى لما خلق البحار السفلى» وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٧٤ ، ح ٢٥٥٥٣.
(٧) في «بح» وقرب الإسناد : ـ «له».
(٨) في الوسائل وقرب الإسناد : ـ «رسول الله صلىاللهعليهوآله».
(٩) في شرح المازندراني : «فهل أنت مستوص ، أي طالب للوصية قابل لها. وفي كنز اللغة : استيصاء : اندرز پذيرفتن ، ونيكو داشتن ، واندرز كردن. والأول هو المراد هنا».
(١٠) في «ن» وقرب الإسناد : ـ «أنا».
(١١) في «بف» : «اوصيك».