غضبا (١) ، الدنيا قصيرة العمر طويلة الأمل ، وعندي دار خير مما تجمعون (٢).
يا عيسى (٣) ، كيف أنتم صانعون (٤) إذا أخرجت لكم كتابا ينطق بالحق ، وأنتم تشهدون بسرائر (٥) قد كتمتموها ، وأعمال كنتم بها عاملين (٦).
يا عيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل : غسلتم وجوهكم ، ودنستم قلوبكم ، أبي تغترون ، أم علي تجترئون؟ تطيبون (٧) بالطيب لأهل الدنيا وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة كأنكم أقوام ميتون.
يا عيسى ، قل لهم : قلموا أظفاركم من كسب الحرام ، وأصموا أسماعكم عن (٨) ذكر الخنا (٩) ، وأقبلوا علي بقلوبكم ؛ فإني لست أريد ضرركم (١٠).
يا عيسى ، افرح بالحسنة ؛ فإنها لي رضا ، وابك على السيئة ؛ فإنها شين (١١) ، وما لا تحب أن يصنع بك فلا تصنعه بغيرك ، وإن لطم (١٢) خدك الأيمن فأعطه (١٣) الأيسر ، وتقرب إلي بالمودة جهدك ، وأعرض عن الجاهلين.
يا عيسى ، ذل (١٤) لأهل الحسنة ، وشاركهم فيها ، وكن عليهم شهيدا ، وقل لظلمة
__________________
(١) في «م ، بح» والبحار والأمالي للصدوق : + «يا عيسى».
(٢) في «بف» والأمالي للصدوق وشرح المازندراني : «يجمعون».
(٣) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق والوافي : + «قل لظلمة بني إسرائيل».
(٤) في شرح المازندراني : ـ «أنتم صانعون».
(٥) في البحار والأمالي للصدوق : «فتنكشف سرائر» بدل «وأنتم تشهدون بسرائر».
(٦) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «وأعمال كنتم بها عاملين».
(٧) في «جت ، جد» والبحار والأمالي للصدوق : «تتطيبون».
(٨) في «ع ، ل ، م ، ن ، بف ، جد» وحاشية «د» والوافي : «من».
(٩) الخنا : الفحش في القول ، والفحش : القبيح من القول والفعل. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٦ (خنا).
(١٠) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والمرآة. وفي «بن» والمطبوع والوافي : «صوركم».
(١١) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : «لي سخط» بدل «شين».
(١٢) في «بن» وتحف العقول : + «أحد».
(١٣) في البحار والأمالي للصدوق : «فأعط».
(١٤) في تحف العقول : «دل».