عنه مخافة أن تدخل (١) الحيرة على ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم ، فاتق الله ـ جل ذكره ـ وخص بذلك الأمر أهله ، واحذر أن تكون (٢) سبب بلية على (٣) الأوصياء ، أو حارشا (٤) عليهم بإفشاء ما استودعتك وإظهار ما استكتمتك ، ولن تفعل (٥) إن شاء الله.
إن أول ما أنهي إليك أني (٦) أنعى إليك نفسي (٧) في ليالي هذه غير جازع ولا نادم (٨) ولا شاك (٩) فيما هو كائن مما قد قضى الله ـ عزوجل ـ وحتم ، فاستمسك بعروة الدين آل محمد ، والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي والمسالمة لهم والرضا (١٠) بما قالوا ، ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ، ولا تحبن (١١) دينهم ؛ فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، وتدري ما خانوا أماناتهم ، ائتمنوا على كتاب الله ، فحرفوه وبدلوه ، ودلوا (١٢) على ولاة الأمر منهم ، فانصرفوا (١٣) عنهم ، فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.
__________________
(١) هكذا في «د ، ل ، بح ، بف ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «أن يدخل».
(٢) في «بح» : «أن يكون».
(٣) في «د ، ع ، ل ، ن ، بح ، جت» والبحار ، ج ٤٨ : ـ «على».
(٤) قال الخليل : «الحرش والتحريش : إغراؤك إنسانا بغيره». وقال ابن الأثير : «التحريش بين البهائم هو الأغراء وتهييج بعضها على بعض». ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٦٧ (حرش).
وفي الوافي : «أو حارشا عليهم ، أي مغريا لأعدائهم عليهم».
(٥) في «م» وحاشية «د» : «ولم تفعل». وفي «بح» : «فلن تفعل».
(٦) في حاشية «ن» : «أن».
(٧) «أنعى إليك نفسي» أي اخبرك بموتي وقرب أجلي ؛ من النعي ، وهو خبر الموت والإخبار به ، يقال : نعى الميت ينعاه نعيا ونعيا ، إذا أذاع موته وأخبر به ، وإذا ندبه. والتعدية ب «إلى» للتأكيد. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥١٢ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٥ (نعا).
(٨) في «جت» : «غير نادم ولا جازع».
(٩) في المرآة : «قوله عليهالسلام : ولا شاك ، بالتخفيف من الشكاية ؛ أو بالتشديد ، أي لا أشك في وقوع ما قضي وقدر ، بل أعلمه يقينا ، أو لا أشك في خيريته».
(١٠) في «بن» : ـ «والرضا».
(١١) في حاشية «بح» : «ولا تختر».
(١٢) في «بح» : «وولوا».
(١٣) في حاشية «بف» : + «فارضوا».