ادعوا لي قتادة (١) ، قال : فجاء شيخ أحمر الرأس واللحية ، فدنوت (٢) لأسمع ، فقال خالد :
يا قتادة ، أخبرني بأكرم وقعة كانت في العرب ، وأعز وقعة كانت في العرب ، وأذل وقعة كانت في العرب.
فقال : أصلح الله الأمير ، أخبرك بأكرم وقعة كانت في العرب ، وأعز وقعة كانت في العرب ، وأذل وقعة كانت في العرب واحدة؟
قال خالد : ويحك واحدة؟
قال : نعم ، أصلح الله الأمير ، قال : أخبرني ، قال : بدر ، قال : وكيف (٣) ذا؟ قال : إن بدرا أكرم وقعة كانت في العرب ، بها أكرم الله ـ عزوجل ـ الإسلام وأهله (٤) ، وهي أعز وقعة كانت في العرب ، بها أعز الله الإسلام وأهله ، وهي أذل وقعة كانت في العرب ، فلما (٥) قتلت قريش يومئذ ، ذلت (٦) العرب.
فقال له خالد : كذبت ، لعمر الله إن كان في العرب يومئذ من هو أعز منهم (٧) ، ويلك يا قتادة أخبرني ببعض أشعارهم.
__________________
(١) في شرح المازندراني : «فقال : ادعوا لي قتادة ، كأنه قتادة بن النعمان من أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله». وفي المرآة : «هومن أكابر محدثي العامة من تابعي العامة [في] البصرة ، روى عن أنس وأبي الطفيل وسعد بن المسيب والحسن البصري».
(٢) في «د ، بح» وحاشية «جت» : + «منه».
(٣) في «جت» : «كيف» بدون الواو.
(٤) في «بف» : «أنزل الله الملائكة بإمداد الإسلام» بدل «أكرم الله ـ عزوجل ـ الإسلام وأهله».
(٥) في «بف» : ـ «فلما».
(٦) في «بف» : «وذلت».
(٧) في شرح المازندراني : «إن كان في العرب ، إن مخففة من المثقلة. يومئذ هو أعز منهم ، زعم أن قبيلة القسرية أعز من قريش تعصبا وحمية».
وفي المرآة : «قوله : إن كان في العرب يومئذ من هو أعز منهم ، لعله ـ لعنه الله ـ حملته الحمية والكفر على أن يتعصب للمشركين بأنهم لم يذلوا بقتل هؤلاء ، بل كان فيهم أعز منهم ، أو غرضه الحمية لأبي سفيان وسائر بني امية وخالد بن الوليد ؛ فإنهم كانوا يومئذ بين المشركين. ويحتمل أن يكون مراده أن غلبة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو سيد العرب كان يكفي لعز هم ولم يذلوا بفقد هؤلاء».