قال : «فقلت (١) : إن الناس سحرة (٢) ، يعني (٣) يحبون أن يفسدوا قلبك علي ، فلا تمكنهم (٤) من سمعك ، فإنا إليك أحوج (٥) منك إلينا ، فقال لي : تذكر يوم سألتك : هل لنا (٦) ملك؟ فقلت : نعم طويل عريض شديد ، فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة (٧) من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام.
فعرفت أنه قد حفظ الحديث ، فقلت : لعل الله ـ عزوجل ـ أن يكفيك ، فإني لم أخصك بهذا ، وإنما (٨) هو (٩) حديث رويته ، ثم لعل غيرك من أهل بيتك أن (١٠) يتولى ذلك ؛ فسكت عني.
فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا ، فقال : جعلت فداك ، والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار وهو على فرس وقد أشرف عليك يكلمك كأنك تحته ، فقلت بيني وبين نفسي : هذا حجة الله على الخلق ، وصاحب هذا الأمر الذي (١١) يقتدى به ، وهذا الآخر يعمل بالجور ، ويقتل أولاد الأنبياء ، ويسفك الدماء في الأرض
__________________
(١) في «ع ، ل ، ن ، بن» : «قلت». وفي «بح» : ـ «ومن رفع هذا ... قال : فقلت».
(٢) في «بف» وحاشية «ن ، بح ، جت» وشرح المازندراني : «شجرة». والسحر : الاخذة التي تأخذ العين حتى يظن أن الأمر كما يرى وليس الأصل على ما يرى ، وصرف الشيء عن وجهه ، وكل ما لطف مأخذه ودق ، والخديعة وإخراج الباطل في صورة حق. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٦٨ (سحر). وفي الوافي : «السحر : ما لطف مأخذه ودق ، وقد يطلق على الخداع والتعليل ، وكل من هذه المعاني لما فسر به من إفساد القلب».
(٣) في حاشية «ن» وشرح المازندراني : «بغي».
(٤) في «بح» وحاشية «م» : «فلا تملكتهم».
(٥) في الوافي : «إنما قال عليهالسلام : إنا إليك أحوج ؛ لتسلطه على قتله وأخذ ماله».
(٦) في «بح» : + «من».
(٧) الفسحة ـ بالضم ـ : السعة. الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٩١ (فسح).
(٨) في «د ، ع ، ل ، م ، بف ، بن ، جت ، جد» : «إنما» بدون الواو.
(٩) في «بف» : ـ «هو».
(١٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : ـ «أن».
(١١) في «بن» : ـ «الذي».