وتحريهم الاصلح للامة ، والارجح للملة ، والاقوى للشوكة ، فخارج عن محل البحث كما تعلمون.
٢ ـ التمست في المراجعة الاخيرة تفصيل ما اختص بعلي من الصحاح المنصوص فيها عليه بغير الامامة من الامور التي لم يتعبدوا بل لم يبالوا بها ، وأنت إمام السنن ، في هذا الزمن ، جمعت أشتاتها ، واستفرغت الوسع في معاناتها ، فمن ذا يتوهم أنك ممن لا يعرف تفصيل ما أجملناه ، ومن ذا يرى أنه أولى منك بمعرفة كنه ما أشرنا إليه ، وهل يجاريك أو يباريك في السنة أحد ، كلا ، ولكن الامر كما قيل : « وكم سائل عن أمره وهو عالم ».
إنكم لتعلمون أن كثيرا من الصحابة كانوا يبغضون عليا ويعادونه ، وقد فارقوه وآذوه ، وشتموه وظلموه ، وناصبوه ، وحاربوه ، فضربوا وجهه ووجوه أهل بيته وأوليائه بسيوفهم ، كما هو معلوم بالضرورة من أخبار السلف ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع عليا فقد أطاعني ، ومن عصى عليا فقد عصاني » (٨٧٨) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من فارقني فقد فارق الله ، ومن فارقك يا علي فقد فارقني » (٨٧٩) وقال صلى الله عليه وآله : « يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك
____________________________________
(٨٧٨) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (٥٦٨) وتقدم كون طاعة علي كطاعة الرسول تحت رقم (٧٤٧) فراجع.
(٨٧٩) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (٥٦٩) فراجع ، وتحت رقم (٧٤٨) أيضا.