واجتهادهم في كل ما كان من نصوصه صلى الله عليه وآله وسلم ، متعلقا بالسياسات والتأميرات ، وتدبير قواعد الدولة ، وتقرير شؤون المملكة ، ولعلهم لم يعتبروها كأمور دينية ، فهان عليهم مخالفته فيها ، وحين تم لهم الامر ، أخذوا بالحزم في تناسي تلك النصوص ، وأعلنوا الشدة على من يذكرها أو يشير إليها ، ولما توفقوا في حفظ النظام ، ونشر دين الاسلام ، وفتح الممالك ، والاستيلاء على الثروة والقوة ، ولم يتدنسوا بشهوة ؛ علا أمرهم ، وعظم قدرهم ، وحسنت بهم الظنون ، وأحبتهم القلوب ، ونسج الناس في تناسي النص على منوالهم ، وجاء بعدهم بنو أمية ولا هم لهم إلا اجتياح أهل البيت واستئصال شأفتهم ، ومع ذلك كله ، فقد وصل إلينا من النصوص الصريحة ، في السنن الصحيحة ، ما فيه الكفاية ؛ والحمد لله ، والسلام عليكم.
ش
المراجعة ٨٥ |
٧ ربيع الأول سنة ١٣٣٠ |
التماس الموارد التي لم يتعبدوا فيها بالنص
أخذت كتابك الاخير ، فإذا هو معجز في تقريب ما استبعدناه ، مدهش في تمثيله بأجلى مظاهر التصوير ، فسبحان من ألان لك أعطاف البرهان ، وألقى إليك مقاليد البيان ، فبلغت إلى ما لا تبلغ إليه الوسائل ، وظفرت بما لا تظفر به الاماني. وكنا نظن أن الاسباب لا تتعلق بما استشهدت عليه بنصوص الاثبات ، وأن لا سبيل إلى ما خرجت من عهدته بنواهض البينات. وليتك أشرت إلى الموارد التي لم يتعبدوا فيها بالنصوص الصريحة ، ليتبين وجه