الذي يراه نفر من الامة فينهضون به ، ثم يتسنى لهم إكراه أهل الحل والعقد عليه ، فلا دليل على صوابه ، وبيعة السقيفة لم تكن عن مشورة ، وإنما قام بها الخليفة الثاني ، وأبو عبيدة ، ونفر معهما ، ثم فاجأوا بها أهل الحل والعقد ، وساعدتهم تلك الظروف على ما أرادوا ، وأبوبكر يصرح بأن بيعته لم تكن عن مشورة ولا عن روية ، وذلك حيث خطب الناس في أوائل خلافته معتذرا إليهم ، فقال : « ان بيعتي كانت فلتة ، وقى الله شرها ، وخشيت الفتنة ... الخطبة (١) » (٨٢٥) وعمر يشهد بذلك على رؤوس الاشهاد في خطبة خطبها على المنبر النبوي يوم الجمعة في أواخر خلافته ، وقد طارت كل مطير ، وأخرجها البخاري في صحيحه (٢) ، وإليك محل الشاهد منها بعين لفظه ،
__________________
(١) أخرجها أبوبكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري ، في كتاب السقيفة ، ونقلها ابن ابي الحديد ص ١٣٢ من المجلد الاول من. شرح النهج. (منه قدس).
(٢) راجع من الصحيح باب رجم الحبلى من الزنا اذا أحصنت ـ وهو في ص ١١٩ من جزئه الرابع. وأخرجها غير واحد من أصحاب السنن والاخبار كابن جرير الطبري في حوادث سنة ١١ من تاريخه ، ونقلها ابن ابي الحديد ص ١٢٢ من المجلد الاول من شرح النهج. (قدس سرّه)
____________________________________
يوجد ذلك في : شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج ١ ص ١٣٢ وج ٢ ص ١٩ أفست بيروت على ط ١ بمصر وج ١ ص ٣١١ ط دار مكتبة الحياة وج ٢ ص ٥٠ وج ٦ ص ٤٧ ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل وج ١ ص ١٥٤ ط دار الفكر في بيروت.
ونقله في هامش البحار ج ٢٨ ص ٣١٥ عن : أنساب الاشراف للبلاذري ج ١ ص ٥٩٠ ط مصر.