لم يبق ـ بعد كلمتهم هذه ـ أثر لذلك الكتاب الا الفتنة ، فقال لهم : قوموا. واكتفى بعهوده اللفظية ، ومع ذلك فقد أوصاهم عند موته بوصايا ثلاث : ان يولوا عليهم عليا ، وان يخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وان يجيزوا الوفد بنحو ما كان يجيزه ، لكن السلطة والسياسة يومئذ ما أباحتا للمحدثين ان يحدثوا بوصيته الاولى ، فزعموا أنهم نسوها.
قال البخاري في آخر الحديث المشتمل على قولهم هجر رسول الله (١) ما هذا لفظه : « وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزه ـ ثم قال ـ ونسيت الثالثة وكذلك قال مسلم في صحيحه ، وسائر أصحاب السنن والمسانيد (٧٨٤).
__________________
من كتاب الجهاد والسير من صحيحه ص ١١٨ من جزئه الثاني ، وأخرجه مسلم في صحيحه ، واحمد بن حنبل من حديث ابن عباس في مسنده ، وسائر أصحاب السنن والمسانيد (منه قدس).
(١) فراجعه في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير ص ١١٨ من الجزء الثاني من صحيحه (منه قدس).
____________________________________
ص ٣١ أفست دار الفكر على ط استانبول وج ٤ ص ٨٥ ط مطابع الشعب وط محمد علي صبيح وج ٢ ص ١٧٨ ط دار احياء الكتب وج ٢ ص ١٢٠ ط المعاهد وج ٢ ص ١٢٥ ط الشرفية وج ٤ ص ٥٥ ط الفجالة وج ٢ ص ١١١ ط الميمنية بمصر وج ٣ ص ١١٥ ط بمبي. صحيح مسلم كتاب الوصية ج ٥ ص ٧٥ ط محمد علي صبيح وط المكتبة التجارية وج ٢ ص ١١ ط عيسى الحلبي وج ١١ ص ٨٩ ـ ٩٣ ط مصر بشرح النووي.
(٧٨٤) مصادره نفس المصادر المتقدمة تحت رقم (٧٨٣).