يوصي فيه ان يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده » (٧٨٠) اهـ. أو سمعت نحوا من هذا ، فإن أوامره الشديدة بالوصية مما لا ريب في صدوره منه ، ولا يجوز عليه ولا على غيره من الانبياء صلوات الله عليهم أجمعين ، أن يأمروا بالشيء ، ثم لا يأتمرون به ، أو يزجروا عن الشيء ، ثم لا ينزجرون عنه ، تعالى الله عن إرسال من هذا شأنه علوا كبيرا.
أما ما رواه مسلم وغيره عن عائشة إذ قالت : ما ترك رسول الله دينارا ولا درهما ، ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء ، فإنما هو كسابقه ، على أنه يصح ان يكون مرادها أنه ما ترك شيئا على التحقيق ، وأنه انما كان صفرا من كل شيء يوصي به ، نعم لم يترك من حطام الدنيا ما يتركه أهلها ، إذ كان أزهد العالمين فيها ، وقد لحق بربه عزوجل وهو مشغول الذمة بدين (١) (٧٨١) وعدات ، وعنده
__________________
(١) فعن معمر عن قتادة : أن عليا قضى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشياء بعد وفاته كان عامتها عدة حسبت انه قال خمس مئة الف درهم ، الحديث ، فراجعه في ص ٦٠ من الجزء الرابع من كنز العمال وهو الحديث ١١٧٠ من أحاديثه (منه قدس).
____________________________________
(٧٨٠) يوجد في : صحيح البخاري كتاب الوصية في أوله ج ٣ ص ١٨٦ أفست دار الفكر وج ٢ ص ١٢٤ ط دار احياء الكتب وج ٤ ص ٢ ط مطابع الشعب وط محمد علي صبيح وج ٢ ص ٨٤ ط المعاهد وج ٢ ص ١٣٢ ط الشرفية وج ٤ ص ٣ ط الفجالة وج ٢ ص ٧٨ ط الميمنية بمصر وج ٣ ص ٨٢ ط بمبي ، صحيح مسلم كتاب الوصية ج ٥ ص ٧٠ ط محمد علي صبيح وج ٢ ص ١١ ط عيسى الحلبي وج ١٢ ص ٧٤ ط مصر بشرح النووي ، موطأ مالك ج ٢ ص ٢٢٨ ط دار احياء الكتب العربية ، الفتح الكبير للنبهاني ج ٣ ص ٩١.
(٧٨١) الدين الذي كان على النبي (ص). راجع : كنز العمال ج ٤ ص ٦٠ ح ١١٧٠ ط قديم.