لمسندته إلى صدري فدعا بالطست فانخنث فمات ، فما شعرت ، فكيف أوصى إلى علي (١) (٧٢٧)؟ وأخرج البخاري في الصحيح عنها أيضا من عدة طرق انها كانت تقول : « مات رسول الله بين حاقنتي وذاقنتي » (٧٢٨) وكثيرا ما قالت : « مات بين سحري ونحري (٧٢٩) » وربما قالت : « نزل به ورأسه على فخذي (٧٣٠) (٢) فلو كانت ثمة وصية لما خفيت عليها. وفي صحيح
__________________
(١) قد تعلم ان الشيخين رويا في هذا الحديث وصية النبي إلى علي من حيث لا يقصدان ، فإن الذين ذكروا يومئذ ان النبي أوصى إلى علي لم يكونوا خارجين من الامة ، بل كانوا من الصحابة أو التابعين الذين لهم الجرأة على المكاشفة بما يسوء أم المؤمنين ويخالف السياسة في ذلك العهد ، ولذلك ارتبكت ، رضي الله عنها ، عندما سمعت حديثهم ارتباكا عظيما يمثله ردها عليهم بأوهى الردود وأوهنها ، قال الامام السندي ـ في تعليقته على هذا الحديث من سنن النسائي ص ٢٤١ من جزئها السادس ، طبع المطبعة المصرية بالازهر ـ : ولا يخفى أن هذا لا يمنع الوصية قبل ذلك ، ولا يقتضي أنه مات فجأة بحيث لا تمكن منه الوصية ولا تتصور ، فكيف وقد علم أنه علم بقرب أجله قبل المرض ثم مرض أياما إلى آخر كلامه ، فأمعن النظر فيه ، تجده في غاية المتانة (منه قدس).
(٢) قولها : مات بين حاقنتي وذاقنتي ، وقولها : مات بين سحري ونحري ،
____________________________________
(٧٢٧) صحيح البخاري ج ٣ ص ١٨٦ وج ٥ ص ١٤٢ ط دار الفكر وج ٤ ص ٣ وج ٦ ص ١٨ ط مطابع الشعب ، صحيح مسلم ج ٢ ص ١٥ ط الحلبي بمصر.
(٧٢٨) صحيح البخاري ج ٦ ص ١٤ ط مطابع الشعب وج ٥ ص ١٤٢ ط دار الفكر.
(٧٢٩) صحيح البخاري ج ٦ ص ١٦ ط مطابع الشعب.
(٧٣٠) صحيح البخاري ج ٦ ص ١٨ ط مطابع الشعب.