يروج رأيهم من طلبة العلم الدنيويين ، ومن المرائين بالزهد والعبادة ، ومن الزعماء وشيوخ العشائر ، فإذا سمع هؤلاء ما يقولون في رد تلك الاحاديث الصيحة اتخذوا قولهم حجة ، وروجوه عند العامة والهمج، وأشاعوه وأذاعوه في كل مصر ، وجعلوه أصلا من الاصول المتبعة في كل عصر. وهناك قوم آخرون من حملة الحديث في تلك الايام ، اضطرهم الخوف إلى ترك التحديث بالمأثور من فضل علي واهل البيت ، وكان هؤلاء المساكين إذا سئلوا عما يقوله اولئك المتزلفون في رد السنن الصحيحة المشتملة على فضل علي واهل البيت يخافون ـ من مبادهة العامة بغير ما عندهم ـ ان تقع فتنة عمياء صماء بكماء ، فكانوا يضطرون في الجواب إلى اللواذ بالمعاريض من القول ، خوفا من تألب أولئك المتزلفين ، ومروجيهم من الخاصة ، وتألب من ينعق معهم من العامة ورعاع الناس ، وكان الملوك والولاة أمروا الناس بلعن امير المؤمنين ، وضيقوا عليهم في ذلك ، وحملوهم بالنقود ، وبالجنود ، وبالوعيد والوعود ، على تنقيصه وذمه، وصوروه للناشئة في كتاتيبها بصورة تشمئز منها النفوس ، وحدثوها عنه بما تستك منها المسامع ، وجعلوا لعنه على منابر المسلمين من سنن العيدين والجمعة (٧٠٣) ، فلولا ان نور الله لا
____________________________________
معاوية يلعن أمير المؤمنين عليا (ع)
(٧٠٣) العقد الفريد لابن عبد ربه ج ٤ ص ٣٦٦ ط لجنة التاليف والنشر وج ٢ ص ٣٠١ ط آخر ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ٣٥٦ وج ٣ ص ٢٥٨ ط ١ بمصر وج ٤ ص ٥٦ وج ١٣ ص ٢٢٠ ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل.
معاوية يأمر بسب علي بن أبي طالب (ع)
راجع في ذلك : صحيح مسلم ج ٢ ص ٣٦٠ ، صحيح الترمذي ج ٥