كالذين نراهم في زماننا هذا من شيوخ التزلف ، وعلماء الوظائف ، وقضاة السوء ، يتسابقون إلى مرضاة الحكام ، بتأييد سياستهم عادلة كانت او جائرة ، وتصحيح أحكامهم ، صحيحة كانت او فاسدة ، فلا يسألهم الحاكم فتوى تؤيد حكمه ، أو تقمع خصمه ، إلا بادروا إليها على ما تقتضيه رغبته ، وتستوجبه سياسته ، وإن خالفوا نصوص الكتاب والسنة ، وخرقوا إجماع الامة ، حرصا على منصب يخافون العزل عنه ، أو يطمعون في الوصول إليه ، وشتان بين هؤلاء وأولئك ، فانه لا قيمة لهؤلاء عند حكوماتهم ، اما أولئك فقد كانت حاجة الملوك اليهم عظيمة ، إذ كانوا يحاربون الله ورسوله بهم ، ولذا كانوا عند الملوك والولاة أولي منزلة سامية ، وشفاعة مقبولة ؛ فكانت لهم بسبب ذلك صولة ودولة ، وكانوا يتعصبون على الاحاديث الصحيحة اذا تضمنت فضيلة لعلي او لغيره من اهل بيت النبوة ، فيردونها بكل شدة ، ويسقطونها بكل عنف ، وينسبون رواتها إلى الرفض ـ والرفض أخبث شيء عندهم ـ هذه سيرتهم في السنن الواردة في علي (٧٠٢) ، ولاسيما اذا تشبث الشيعة بها ، وكان لاولئك المتزلفين من يرفع ذكرهم من الخاصة في كل قطر ، ولهم من
____________________________________
تعصب القوم في فضائل علي (ع)
(٧٠٢) فان جماعة منهم إذا رأوا فضيلة للامام أميرالمؤمنين (ع) حاولوا تضعيفها برمي رواتها بالرفض أو غيرها كما في الذهبي وغيره : فهذه طريقته في ميزانه وتذكرة الحفاظ.
راجع : كلام المغربي فيه في كتاب فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي ص ١٦٠ الحيدرية وص ٩٨ ط مصر.
وراجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٣ ص ٢٥٩ ط ١ بمصر وج ١٣ ص ٢٢٣ ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل.