قليل ، والاحياء منهم كانوا منتشرين في الارض إذ لم يشهد منهم الرحبة الا من كان مع امير المؤمنين في العراق من الرجال دون النساء ، ومع هذا كله فقد قام ثلاثون صحابيا ، فيهم اثنا عشر بدريا فشهدوا بحديث الغدير سماعا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ورب قوم أقعدهم البغض عن القيام بواجب الشهاد كانس (١) ابن مالك وغيره ، فأصابتهم دعوة امير المؤمنين عليهالسلام (٦٣٢) ، ولو تسنى له ان يجمع كل من كان حيا يومئذ من الصحابة
__________________
(١) حيث قال له علي عليهالسلام : مالك لا تقوم مع أصحاب رسول الله فتشهد بما سمعته يومئذ منه؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، كبرت سني ونسيت. فقال علي : ان كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة ، فما قام حتى ابيض وجهه برصا ، فكان بعد ذلك يقول : أصابتني دعوة العبد الصالح. اه. قلت : هذه منقبة مشهورة ذكرها الامام ابن قتيبة الدينوري ، حيث ذكر أنسا في أهل العاهات من كتابه ـ المعارف ـ آخر ص ١٩٤. ويشهد لها ما أخرجه الامام أحمد بن حنبل في آخر ص ١١٩ من الجزء الاول من مسنده ، حيث قال : فقاموا إلا ثلاثة لم يقوموا ، فأصابتهم دعوته. (منه قدس)
(٦٣٢) من كتم حديث الغدير عند المناشدة فأصابتهم دعوة أمير المؤمنين (ع) :
١ ـ أنس بن مالك ؛ اصابه البرص : المعارف لابن قتيبة ص ١٩٤ و ٣٩١ ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج ١ ص ٣٦٢ وج ٤ ص ٣٨٨ بمصر قديم وج ٤ ص ٧٤ وج ١٩ ص ٢١٧ ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل برقم ٣١٧ من الاصل ، عبقات الانوار (حديث الثقلين) ج ٢ ص ٣٠٩.
٢ ـ البراء بن عازب ؛ فقد عمي : ذكره في أحقاق الحق ج ٦ عن : ارجح المطالب لعبيد الله الامر تسري الشافعي ص ٥٨٠ ط لاهور ، الاربعين حديثا للهروي مخطوط ، انساب الاشراف للبلاذري ج ١ كما في البحار ج ٣٧ ص ١٩٧ ط جديد ، عبقات الانوار (حديث الثقلين) ج ٢ ص ٣١٢.