الرجل ، وهو مفرد لفظ قوم ، وهي للجماعة تعظيما لنعمة الله عزوجل عليهم في سلامة نبيهم صلى الله عليه وآله ، واطلق في آية المباهلة (٥٤٠) لفظ الابناء والنساء والانفس ـ وهي حقيقة في العموم ـ على الحسنين وفاطمة وعلي بالخصوص إجماعا وقولا واحدا تعظيما لشأنهم عليهمالسلام ، ونظائر ذلك لا تحصى ولا تستقصى ، وهذا من الادلة على جواز إطلاق لفظ الجماعة على المفرد إذا اقتضته نكتة بيانية.
٣ ـ وقد ذكر الامام الطبرسي في تفسير الآية من مجمع البيان : أن النكتة في إطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين تفخيمه وتعظيمه ، وذلك أن أهل اللغة يعبرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم (قال) : وذلك أشهر في كلامهم من أن يحتاج إلى الاستدلال عليه (٥٤١).
٤ ـ وذكر الزمخشري في كشافه نكتة اخرى حيث قال : فإن قلت كيف صح أن يكون لعلي رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة ، قلت : جيء به على لفظ الجمع ، وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله ، فينالوا مثل نواله ، ولينبه على ان سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه
____________________________________
ص ١٧١ ، التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي ج ١ ص ١٩٤ ، تفسير أبي السعود بهامش تفسير الرازي ج ٣ ص ٥٣٤ ، فتح البيان في مقاصد القرآن ج ٢ ص ٤٦٣ ، الدر المنثور للسيوطي ج ٢ ص ٢٦٥.
(٥٤٠) آية المباهلة :
خاصة بالرسول صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع).
راجع : اختصاصها بهؤلاء مع المصادر للآية فيما تقدم تحت رقم (٧١) ففيه الكفاية.
(٥٤١) مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي ج ٣ ص ٢١١ ط بيروت.