فقال له الرسول : انه قد آلى ان يقتلني إن لم آته بجوابك ، وتوسل اليه باخوانه ، فلما ألحوا عليه كتب له : بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد ، فلو كان لعثمان مناقب اهل الارض ما ضرتك ، فعليك بخويصة نفسك ، والسلام » (٢٣٦). ومنها ما نقله ابن عبدالبر ـ في باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض من كتابه جامع بيان العلم وفضله (١) ـ عن علي بن خشرم قال : « سمعت الفضل بن موسى يقول دخلت مع ابي حنيفة على الاعمش نعوده ، فقال ابوحنيفة : يا أبا محمد لولا التثقيل عليك لعدتك اكثر مما أعودك ، فقال له الاعمش : والله انك علي لثقيل وأنت في بيتك ، فكيف إذا دخلت علي! (قال) قال الفضل : فلما خرجنا من عنده قال ابوحنيفة : ان الاعمش لم يصم رمضان قط ، قال ابن خشرم للفضل : ما يعني أبوحنيفة بذلك؟ قال الفضل : كان الاعمش يتسحر على حديث حذيفة ». اهـ. قلت : بل كان يعمل بقوله تعالى : (وَكُلُوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل). وروى صاحبا الوجيزة والبحار عن الحسن بن سعيد النخعي ، عن شريك بن عبدالله القاضي ، قال : أتيت الاعمش في علته التي مات فيها ، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة ، وابن أبي ليلى ، وابوحنيفة ، فسألوه عن حاله فذكر ضعفا شديداً ، وذكر
__________________
(١) راجع ص ١٩٩ من مختصره للعلامة الشيخ احمد بن عمر المحمصاني البيروتي. (منه قدس)
____________________________________
(٢٣٦) وفيات الاعيان لابن خلكان ترجمة الاعمش : ج ٢ ص ٤٠٢ ـ ٤٠٣ ط دار صادر.