جعلت فداك : ادع الله لي أن يرزقني دارا ، وزوجة ، وولدا ، وخادما ، والحج في كل سنة. فقال عليهالسلام : اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة. قال حماد : فلما اشترط خمسين علمت أني لا احج أكثر منها. قال : فحججت ثمان وأربعين سنة ، وهذي داري رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر ، تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذا خادمي ، قد رزقت كل ذلك. ثم حج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ، وخرج بعدها حاجا ، فزامل أبا العباس النوفلي القصير ، فلما صار في موضع الاحرام ، دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله الماء فغرق قبل أن يحج زيادة على الخمسين. وكانت وفاته رحمه الله تعالى سنة تسعة ومئتين ، وأصله كوفي ، ومسكنه البصرة ، وعاش نيفا وسبعين سنة (١٩٨). وقد استقصينا أحواله في كتابنا ـ مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام ـ وذكره الذهبي (١٩٩) فوضع على اسمه ت ق اشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن (٢٠٠) ، وذكر أنه غرق سنة ثمان ومئتين ، وانه يروي عن الصادق (ع) ، وتحامل عليه إذ نسب الطامات إليه ، كما تحامل عليه من ضعفه لتشيعه ، والعجب من الدارقطني يضعفه ، ثم يحتج به في سننه (وكذلك يفعلون).
٢٤ ـ حمران بن أعين ـ أخو زرارة ، كانا من أثبات الشيعة وبحار علوم آل محمد ، وكانا من مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ، منقطعين
____________________________________
(١٩٨) رجال الكشي ص ٣١٦ ط ايران وص ٢٦٨ ط النجف.
(١٩٩) مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام لشرف الدين ص ٨٤ ط النعمان ، الميزان للذهبي ج ١ ص ٥٩٨.
(٢٠٠) روى عنه في : صحيح الترمذي