وفيهم وفيمن فاخرهم بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام أنزل الله تعالى : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين) (١) (١١٤) وفي جميل بلائهم وجلال عنائهم قال الله تعالى :
____________
(١) نزلت هذه الآية في علي وعمه العباس وطلحة بن شيبة وذلك انهم افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفاتيحه والي ثيابه ، وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها. وقال علي : ما أدري ما تقولان ؛ لقد صليت ستة اشهر قبل الناس وانا صاحب الجهاد. فأنزل الله تعالى هذه الآية ، هذا ما نقله الامام الواحدي ـ في معنى الآية من كتاب اسباب النزول ـ عن كل من الحسن البصري والشعبي والقرطبي ، ونقل عن ابن سيرين ومرة الهمداني ان عليا قال للعباس الا تهاجر الا تلحق بالنبي صلى الله عليه وآله ، فقال ألست في افضل من الهجرة ألست اسقي حاج بيت الله واعمر المسجد الحرام ، فنزلت الآية. (منه قدس)
____________________________________
ص ٣٤٠ ، أنساب الاشراف للبلاذري ج ٢ ص ١٤٨ ح ١٥٠ ، تفسير الخازن ج ٣ ص ٤٧٠ وج ٥ ص ١٨٧ ، معالم التنزيل للبغوي الشافعي بهامش تفسير الخازن ج ٥ ص ١٨٧ ، السيرة الحلبية للحلبي الشافعي ج ٢ ص ٨٥ ط مصر وج ٢ ص ٧٦ ط البهية بمصر ، تخريج الكشاف لابن حجر العسقلاني مطبوع بذيل الكشاف ج ٣ ص ٥١٤ ط بيروت ، الانتصاف فيما تضمنه الكشاف مطبوع بذيل الكشاف ج ٣ ص ٢٤٤ ط مصطفى محمد بمصر ، احقاق الحق ج ٣ ص ٣٤٧ ، الغدير للاميني ٢ ص ٤٦ ، الرياض النضرة للطبري الشافعي ج ٢ ص ٢٧٣ ط ٢ ، فضائل الخمسة ج ١ ص ٢٦٨.
السقاية والايمان
(١١٤) قوله تعالى : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن