أَي كُلُّ امرِىءٍ يَهْلِكُ وإِن طالتْ سلامَتُه. والحُوبُ : الغَمُّ والهَمُّ والبَلَاءُ ، عن ابن الأَعرابيّ ، ويقال : هؤلَاءِ عِيَالُ ابنِ حَوْب والنَّفْسُ قاله أَبو زيد والمَرَضُ والظُّلْمُ.
والتَّحَوُّبُ : التَّوَجُّعُ والشَّكْوَى والتَّحَزُّنُ ، ويقال : فلانٌ يَتَحَوَّبُ مِنْ كَذَا أَي يَتَغَيَّظُ منه وَيَتَوَجَّعُ ، وفي الحديث «مَا زَالَ صَفْوَانُ يَتَحَوَّبُ رِحَالَنا» ، التَّحَوُّبُ : صَوْتٌ مَعَ تَوَجُّعٍ ، أَرَادَ به شِدَّةَ صِيَاحِهِ بالدُّعَاءِ ، ورِحَالنا منصوبٌ على الظَّرْفِ.
وقال طُفَيْلٌ الغَنَويّ :
فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ |
|
مِنَ الغَيْظِ في أَكْبَادِنَا والتَّحَوُّبِ |
وقال أَبو عُبيد : التَّحَوُّبُ في غيرِ هذا : التَّأَثُّمُ مِن الشْيءِ ، وفلانٌ يَتَحَوَّبُ من كذا أَي يَتَأَثَّمُ ، وتَحَوَّبَ : تَأَثَّمَ ، وهو من الأَوَّل ، وبعضُهُ قريبٌ من بعضٍ ، ويقالُ لابْنِ آوَى : هُوَ يَتَحَوَّبُ ، لأَنَّ صَوْتَه كذلك ، كأَنَّه يَتَضَوَّرُ (١) ، وتَحَوَّب في دُعَائِهِ : تَضَرَّعَ ، والتَّحَوُّبُ أَيضاً : البُكَاءُ في جَزَعٍ وصِيَاحٍ ، ورُبَّمَا عُمَّ به الصِّيَاحُ ، قال العجّاج :
وصَرَّحَتْ عنه إِذَا تَحَوَّبا |
|
رَواجِبُ الجَوْفِ السَّجِيلَ الصُّلَّبَا |
والتَّحَوُّبُ أَيضاً : تَرْكُ الحُوبِ عن نَفْسِه ، وهو الإِثْمُ كالتَّأَثُّم والتَّحَنُّثِ ، وهو إِلْقَاءُ الإِثْم والحِنْثِ عن نفسه بالعِبَادَةِ ، ويقال : تَحَوَّبَ إِذا تَعَبَّدَ ، قاله ابن جِنّى ، فهو من بابِ السَّلْبِ ، وإِن كانت (٢) «تَفَعَّلَ للإِثْبَاتِ أَكْثَرَ منها (٢) للسَّلْبِ.
والمُتَحَوِّبُ والمُحَوِّبُ كمُحَدِّثٍ وضَبَطَه الصاغانيّ كمُحَمَّدٍ : مَنْ يَذْهَبُ مَالُهُ ثُمَّ يَعُودُ ، ومثلُه في لسان العرب.
والحَوْبَاءُ مُمْدُوداً [ساكنة الواو] (٣) : النَّفْسُ قاله أَبو زيد ، ج حَوْبَاوَاتٌ قال رُؤبة :
وَقَاتِلٍ حَوْبَاءَهُ مِنْ أَجْلِى |
|
لَيْسَ لَهُ مِثْلِي وأَيْنَ مِثْلِي |
وقيلَ : الحَوْبَاءُ : رُوحُ القَلْبِ قال :
ونَفْسٍ تَجُودُ بِحَوْبَائِهَا
وفي حديث ابنِ العَاصِ «فَعَرَفَ أَنَّهُ يُرِيدُ حَوْبَاءَ نَفْسِهِ» قال شيخُنَا : وجَزَمَ أَبُو حَيَّانَ في بَحْثِ القَلْبِ من شرح التسهيل أَنَّهَا مقلوبة من حَبْوَاء ، وعليه فموضعُه في المُعْتَل ، وسيأْتي.
وحَوْبَانُ : ع باليَمَنِ بَيْنَ تَعِزّ والجَنَدِ.
وأَحْوَبَ : صَارَ إِلى الحُوبِ ، وهو الإِثْمُ ، نقله الزجَّاج.
وحَوَّبَ تَحْوِيباً : زَجَرَ بِالجَمَلِ ، أَي قال له : حَوْبِ حَوْبِ ، والعَرَبُ تجُرُّ ذلكَ ، ولو رُفِعَ أَو نُصِبَ لكانَ جائزاً ، لأَنَّ الزَّجْرَ والحِكَايَاتِ تُحَرَّكُ أَوَاخِرُهَا على غيرِ إِعْرَابٍ لازمٍ ، وكذلك الأَدَوَاتُ التي لا تتمَكَّنُ في التَّصْرِيف ، وإِذا (٤) حُوِّلَ من ذلك شيء إِلى الأَسْمَاء حُمِلَ عليه الأَلِفُ واللام فأُجْرِيَ مُجْرَى الأَسماءِ ، كقول الكُميت :
هَمَرْجَلَة الأَوْبِ قَبْلَ السِّيَا |
|
طِ والحَوْبُ لَمَّا يُقَلْ والحَلُ (٥) |
وحُكِيَ : حَبْ (٦) لا مَشَيْتَ ، وحَبٍ لَا مَشَيْتَ ، وحَابٍ لا مَشَيْتَ ، وحَابِ لا مَشَيْتَ.
وابْنَةُ حَوْبٍ : الكِنَانَةُ قال :
هِيَ ابْنَةُ حَوْبٍ أَمُّ تِسْعِينَ آزَرَتْ |
|
أَخا ثِقَةٍ تَمْرِي جَبَاهَا ذَوَائِبُهْ |
يَصِفُ كِنَانَةً عُمِلَتْ مِنْ جِلْدِ بَعِيرٍ وفيها تِسْعُونَ سَهْماً ، وقولُه : أَخَائِقَةٍ ، يَعْنِي سَيْفاً ، وجَبَاهَا : حَرْفُهَا ، وفي كَلامِ بعضِهِم : حَوْبُ حَوْبُ ، إِنَّهُ يَوْمُ دَعْقٍ وشَوْبٍ (٧) لَا لَعاً لِبَنِي الصَّوْبِ.
والحَوْأَبُ ذَكَرَه الجوهريُّ هُنَا ، قال ابن بَرِّيّ : وحقُّه أَنْ يُذْكَرَ في «حَأَب» وقد ذكر في أَوَّلِ الفَصْلِ وتقدم في
__________________
(١) عن اللسان ، وبالأصل «يتضرر».
(٢) اللسان : «كان ... منه».
(٣) زيادة عن اللسان.
(٤) اللسان : فإِذا.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله همرجلة الخ كذا بخطه وشطره الثاني غير مستقيم الوزن والمعنى ، والذي في التكملة هكذا : همرجلة الأوب قبل السياط والحوب لما يقل والحل وهو الصواب» وهذا ما أثبتناه.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وحكي حب الخ ضبطه بخطه شكلا الأول بفتح الحاء وسكون الباء والثاني والثالث بكسرتين تحت الباء والرابع بكسرة تحت الباء.»
(٧) بهامش المطبوعة الكويتية «ضبطت في اللسان مرفوعة منونة» وما في نسخ اللسان الموجودة بين أيدينا فكالأصل.