قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١ ]

    444/508
    *

    والحِنْزَابُ : الدِّيكُ ، والحِنْزَابُ والحُنْزُوبُ : جَزَرُ البَرِّ ، واحدَتُه حِنْزَابَةٌ : ولم يُسْمَعْ حُنْزُوبَةٌ ، والقُسْطُ : جَزَرُ البَحْرِ وهذا موضِعُ ذِكرهِ ، وإِنما أَعاده المؤلف في «حزب» لأَجل التَّنبيه فقط.

    [حوب] الحَوْبُ والحَوْبَةُ الأَبوَانِ ، قاله الليث ، وقيلَ : هما الأُخْتُ والبِنْتُ ، وقيل : لِي فيهم حَوْبَةٌ وحُوبَةٌ وحِيبَةٌ قُلِبَتِ الواوُ ياءً لانكسار ما قبلَهَا ، أَي قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ الأُمِّ ، وكذلك كُلُّ ذي رَحِمٍ ، قاله أَبو زيد ، وقال ابن السكّيت : هِيَ كُلُّ حُرْمَةٍ تَضِيعُ مِنْ أُمٍّ أَوْ أُخْتٍ أَوْ بِنْتٍ أَو غَيْرِ ذلك من كُلِّ ذَاتِ رَحِمٍ.

    والحَوْبَةُ : رِقَّةُ فُؤَادِ الأُمِّ قال الفرزدق :

    فَهَبْ لِي خُنَيْساً واحْتَسِبْ فيهِ مِنَّةً

    لِحَوْبَةِ أُمٍّ مَا يَسُوغُ شَرَابُهَا

    وحَوْبَةُ الأُمِّ عَلَى وَلَدِهَا : تَحَوُّبُهَا (١) وَرِقَّتُهَا وتَوَجُّعُهَا ، وفي الحديث «أَنَّ رَجُلاً أَتَى النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالَ (٢) أَتْيتُكَ لِأُجَاهِدَ مَعَكَ ، قال : أَلَكَ حَوْبَةٌ؟ قالَ : نَعَمْ ، قالَ : ففيها فَجَاهِدْ» قال أَبو عُبيد : يَعْنِي بالحَوْبَةِ مَا يَأْثَمُ إِنْ ضَيَّعَهُ مِنْ حُرْمَةٍ ، قال : وبَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ يَتَأَوَّلَهُ على الأُمِّ خَاصَّةً ، قال : وهي عِنْدِي كُلُّ حُرْمَةٍ تَضِيعُ إِنْ تَرَكَهَا مِنْ أُمٍّ أَوْ أُخْتٍ أَوِ ابْنَةٍ أَوْ غَيْرِها. والحَوْبَةُ : الهَمُّ والحُزْنُ ، والحَوْبَةُ : الحَاجَةُ والمَسْكَنَةُ والفَقْرُ ، كالحَوْبِ ، وفي حديث الدعاء «إِلَيْكَ أَرْفَعُ حَوْبَتِي» أَي حَاجَتِي ، وفي الدُّعَاءِ على الإِنْسَانِ «أَلْحَقَ اللهُ به الحَوْبَةَ» أَي الحَاجَةَ والمَسْكَنَةَ والفَقْرَ (٣) ، والحَوْبَةُ : الحَالَةُ ، كالحِيبَةِ ، بالكَسْرِ فِيهِمَا يقالُ : باتَ فلانٌ بحِيبَة سُوءٍ وحَوْبَةِ سُوءٍ ، أَي بحالِ سُوءٍ ، وقيلَ : إِذَا باتَ بِشِدَّةٍ وحَالَةٍ سَيِّئةٍ ، لا يقالُ إِلَّا في الشَّرِّ ، وقد اسْتُعْمِلَ منه فِعْلٌ ، قَالَ :

    ... وَإِنْ قَلُّوا وحَابُوا

    وفي حديث عُرْوَةَ «لَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَه بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ»

    أَيْ بِشرِّ حَالٍ ، والحِيبَةُ : الهَمُّ والحُزْنُ ، والحِيبَةُ : الحَاجَةُ والمَسْكَنَةُ ، قال أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :

    ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَلَا أَبُثُّكَ حِيبَتِي

    رَعِشَ البَنَانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ (٤)

    والحَوْبَةُ : الرَّجُلُ الضَّعِيفُ ، ويُضَمُّ والجَمْعُ حُوَبٌ ، وكذلك المَرْأَةُ إِذَا كانت ضَعِيفَةً زَمِنَةً ، ويقال : إِنَّمَا فلانٌ حَوْبَةٌ ، أَي ليسَ عندَه خَيْرٌ ولَا شَرٌّ ، والحَوْبَةُ : الأُمُّ خاصَّة ، وقد تقدَّم بيانُ بعضِ تأْوِيلِ أَهلِ العلم به ، والحَوْبَةُ : امْرَأَتُكَ وسُرِّيَّتُك مِلْكُ يَمِينِكَ ، وفي الحديث «اتَّقُوا اللهَ فِي الحَوْبَاتِ» يُرِيدُ النِّسَاءَ المُحْتَاجَاتِ اللَّائِي لَا يَسْتَغْنِينَ عَمَّنْ يَقُومُ عليهِنَّ وَيَتَعَهَّدُهُنَّ ، وَلَا بُدَّ في الكَلَامِ من حَذْفِ مضافٍ تقدِيرُه : ذَات حَوْبَاتٍ (٥) ، والحَوْبَةُ : الدَّابَّة ، كذا في النسخ بالموحَّدَة المُشَدَّدَةِ ، وفي التكملة : الدَّايَةُ بالنَّحْتِيَّةِ والحَوْبَةُ وَسَطُ الدَّارِ لعَلَّ البَاءَ بدلٌ عنِ المِيمِ ، ويقال : نَزَلْنَا بحِيبَةٍ مِنَ الأَرْضِ ، وحُوبَةٍ بالضَّمِّ أَي بِأَرْضِ سُوءٍ والحَوْبَةُ : الإِثْم ، في التهذيب : رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ حَوْبَتِي ، قال أَبو عُبيد : حَوْبَتِي يَعْنِي المَأْثَمَ ، بِفَتْح الحَاءِ وتُضَمُّ ، وهُو من قوله عَزَّ وجَلَّ : (إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً) (٦) قال : وكلُّ مَأْثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ ، والوَاحِدَةُ حُوبةٌ (٧) ، وبه أَيضاً فُسِّرَ الحَدِيثُ المُتَقدِّمُ «أَلَكَ حَوْبَةٌ؟ قال : نَعَمْ» كالحَابَةِ والحَابِ والحَوْبِ ويُضَمُّ ، فالحَوْبُ بالفَتْحِ لِأَهْلِ الحِجَازِ ، والحُوبُ بالضَّمِّ لِتَمِيمٍ ، والحَوْبَة : المَرَّةُ الوَاحِدَةُ منه ، قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ :

    فَلَا تَدْخُلَنَّ الدَّهْرَ قَبْرَكَ حَوْبَةٌ

    يَقُومُ بِهَا يَوْماً عَلَيْكَ حَسِيبُ

    والحِيبَةُ : مَا يُتَأَثَّمُ منه ، قال :

    وصُبَّ لَهُ شَوْلٌ مِنَ المَاءِ غَائِرٌ

    بِهِ كَفَّ عَنْهُ الحِيبَةَ المُتَحَوِّبُ

    وكُلُّ مَأْثَم حُوبٌ وحَوْبٌ ، قاله أَبو عبيد : وقَدْ حَابَ بِكَذَا يَحُوبُ : أَثِمَ ، حَوْباً ويُضَمُّ ، وحَوْبَةً وحِيَابَةً ، وفي نسخة : حِيَاباً ، وحِيبَةً ، وحُبْتُ بِكَذَا : أَثِمْتُ ، قال النابغةُ :

    __________________

    (١) في اللسان : وتحوبها : رقتها وتوجعها.

    (٢) في اللسان : «فقال : إني» وفي النهاية : أن رجلاً سأله الإذن في الجهاد ، فقاك : ألك حوبة؟

    (٣) سقطت من الصحاح.

    (٤) كذا بالأصل واللسان «رغش البنان» وفي الصحاح واللسان مادة بث : رعش العظام.

    (٥) في اللسان : ذات حوبة ، وذات حوبات.

    (٦) سورة النساء الآية ٢.

    (٧) ضبط اللسان : حَوْبة.