الخَيْلِ مما يوصَفُ صاحبُه بالشِّدَّةِ ، كالحَنَبِ ، مُحَرَّكَةً ، وهو مُحَنَّبٌ ، كمُعَظَّمٍ قال امرؤُ القيس :
فَلأْياً بِلأْيٍ ما حَمَلْنَا وَلِيدَنَا |
|
عَلَى ظَهْرِ مَحْبُوكِ السَّرَاةِ مُحَنَّبِ |
قال ابن شُمَيْل : المُحَنَّبُ مِن الخَيْلِ المُنْعَطِفُ (١) العِظَامِ ، وتقولُ في الأُنْثَى : حَنْبَاءُ ، قال الأَصمعيّ : وهي المُعْوَجَّةُ السَّاقَيْنِ في اليَدَيْنِ ، قال (٢) : وهي عند ابن الأَعْرَابيّ : في الرِّجْلَيْنِ ، وقال في موضع آخَرَ : الحَنْبَاءُ : مُعْوَجَّةُ السَّاقِ ، وهو مَدْحٌ في الخَيْلِ ، وحَنَّبَ الكِبَرُ تَحْنِيباً وحَنَاهُ إِذَا نَكَّسَ ، ويقال حَنَّبَ فلانٌ أَزَجاً مُحَرَّكَةً : بَنَاهُ مُحْكَماً فَحَنَاهُ ، نقله الصاغانيّ والمُحَنَّبُ كَمُعَظَّم هو الشَّيْخُ المُنْحَنِي مِنَ الكِبَرِ ، وأَنْشَدَ الليثُ :
يَظَلُّ نَصْباً لِرَيْبِ الدَّهْرِ يَقْذِفُهُ |
|
قَذْفَ المُحَنَّبِ بالآفَاتِ والسَّقَمِ |
ومُحَنِّبٌ كمُحَدِّثٍ : بِئرٌ أَو أَرْضٌ بالمدينَةِ على ساكِنِهَا أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ. وتَحَنَّبَ فلانٌ ، أَي تَقَوَّسَ وانْحَنَى ، وتَحَنَّبَ عَلَيْهِ إِذا تَحَنَّنَ ، مَجازٌ.
وأَسْوَدُ حُنْبُوبٌ كَحُلْبُوبٍ وَزْناً ومَعْنًى ، أَي حُلْكُوكٌ والنُّونُ لغةٌ في اللام.
* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
حِنَّبَا بكَسْرٍ فنُونٍ مشدَّدَةٍ مفتوحَةٍ : ناحِيَةٌ من نَوَاحِي زَاذَانَ (٣) من شَرْقِيِّ دِجْلَةَ مِن سَوَادِ العِرَاقِ.
[حنجب] الحُنْجُبُ ، بالضَّمِّ أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان ، وقال ابن دُريد : هو اليَابِسُ من كُلِّ شيءٍ ، هكذا نقله الصاغانيُّ.
[حنطب] الحَنْطَبُ ، كجَعْفَرٍ ، هكذا في النسخ التي بأَيدينا ، وكان ينبغي أَن يُذْكَرَ بعد حنزب كما هو ظاهر ، وقال ابن بَرِّيّ : أَهمله الجوهَرِيّ ، وهي لَفْظَةٌ قد تَصَحَّفَهَا بعضُ المُحَدِّثينَ فيقول حَنْظَبٌ ، وهو غَلَطٌ : مِعْزَى الحِجَازِ ، وقال ابن دُريد : هو اسمٌ ، وعَبْدُ الله بنُ حَنْطَب بن عُبَيْدِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُومٍ [بن نُقْطَة بن مُرَّة] (٤) ، ذكره البَغَوِيُّ ، وقال أَبو عليِّ بنُ رَشِيقٍ : حَنْطَبٌ هذا من مَخْزُومٍ ، وليس في العربِ حَنْطَبٌ غيرهُ ، حَكَى ذلكَ عنه الفَقيهُ السَّرَقُوسِيُّ ، وزعم أَنه سَمِعَهُ مِن فِيهِ. والمُطَّلِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ (٥) ، هَذَا أُمُّه بِنْتُ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ ، ومَرْوَانُ بنُ الحَكَمِ خَالُهُ ، قال الشاعر :
مِنَ الحَنْطَبِيِّينَ الذينَ وُجُوهُهُمْ |
|
دَنَانِيرُ مِمَّا شِيفَ في أَرْضِ قيْصَرَا |
وحَنْطَبُ بن الحَارَث بنِ عُبيدِ بنِ عُمر بنِ مخزوم ، ويُسْتَدْرَكُ به على ابن رَشِيقٍ صَحَابِيَّانِ ذكرهما في الإِصابة.
والحَنْطَبَةُ : الشَّجَاعَةُ قال أَبو عَمرٍو : والحَنْطَبَةُ : جِنْسٌ من أَحْنَاشِ الأَرْضِ أَي حَشَرَاتِها ، ذَكرَه ابنُ دريد في كتاب الاشتقاق. والحَنْطَبُ ذَكَرُ الخَنَافِسِ والجَرَادِ ، لغةٌ في الظاء المُشَالَةِ ، قاله ابن الأَثير ، وقد تقدم في حظب.
[حنزب] (٦) الحِنْزَابُ كقِرْطَاسٍ : الحِمَارُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ ، والحِنْزَابُ : القَصِيرُ القَوِيُّ ، أَو هو الرَّجُلُ القَصِيرُ العَرِيضُ ، قاله ثَعلبٌ ، وقيلَ : هُو الغَلِيظُ القَصِيرُ ، قال الأَغلَبُ العِجْلِيُّ يَهْجُو سَجَاح [المتنبئة].
قَدْ أَبْصَرَتْ سَجَاحِ مِنْ بَعْدِ العَمَنى |
|
تَاحَ لَهَا بَعْدَك حِنْزَابٌ وَزَا |
أَيِ الشَّديدُ القَصِيرُ.
مُلَوَّحاً في العَيْنِ مَجْلُوزَ القَرَا (٧) |
|
دَامَ له خُبْزٌ ولَحْمٌ ما اشْتَهَى |
خَاظِي البَضِيعِ لَحْمُهُ خَظَابَظَا |
الخَاظِي : المُكْتَنِزُ ، ولحمه خَظَابَظَا ، أَي مُكْتَنِزٌ ، قال الأَصمعيّ ، هذه الأُرجوزة كان يقال في الجاهلية إِنَّهَا لجُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ.
والحِنْزَابُ : جَمَاعَةُ القَطَا ، وقيل : ذَكَرُ القَطَا ، كالحُنْزُوب بالضَّمِّ ، والحُنْزُوبِ : ضَرْبٌ من النَّبَاتِ.
__________________
(١) في اللسان : المُعطّف.
(٢) القائل هو أبو العباس المبرد كما في اللسان.
(٣) في معجم البلدان «راذان».
(٤) زيادة عن اللسان.
(٥) كذا بالأصول ، وفي القاموس «والمطلب بن حنطب» فيه «ابن» واحدة.
(٦) هذه المادة تأخرت عن موضعها ، وقد أشار الشارح إلى ذلك في مادة حنظب.
(٧) اللسان : ملوح.