رَوْضِهِ : سُمِّيَتْ جَبُوباً لأَنّها تُجَبُّ أَي تُحْفَرُ ، أَو تَجُبُّ مَنْ يُدْفَنُ فيها ، أَي تَقْطَعُهُ ، ثم قال شيخُنَا ، ومنه قيل : جَبَّانٌ وجَبَّانَةٌ للأَرْضِ التي يُدْفَنُ بِهَا المَوْتَى ، وهي فَعْلَانٌ من الجَبِّ والجَبُوب قاله الخَلِيلُ ، وغَيْرُه جَعَلَهُ فَعَّالاً من الجُبْنِ ، أَوْ وَجْهُهَا ومَتْنُهَا من سَهْلٍ أَو حَزْن أَو جَبَلٍ ، قاله ابن شُمَيل ، وبه صَدَّرَ في لسان العرب أَو غَلِيظُهَا ، نقله القُتَيْبِيُّ عن الأَصمعيِّ ، ففي حديث عَليٍّ : «رَأَيْتُ النبيَّ (١) صلىاللهعليهوآلهوسلم يُصَلِّي ويَسْجُدُ (٢) عَلَى الجَبُوبِ» قال ابن الأَعرابيّ : الجَبُوب الأَرْضُ الصُّلْبَةُ أَو الغَلِيظَةُ من الصَّخْرِ ، لا من الطِّينِ أَو الجَبُوبُ التُّرَابُ (٣) ، قاله اللِّحْيَانيّ ، وعَدَّهَا العسْكَرِيُّ من جُمْلَةِ أَسْمَاءِ التُّرَابِ ، وأَمَّا قولُ امرىء القيس :
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِهَا |
|
وأَبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلَى رَحْلِي |
فيحتمل هذا كلّه.
والجَبوبُ : حِصْنٌ باليَمَن والمَشْهُور الآنَ عَلى أَلسِنة أَهلها ضَمُّ الأَوّل كما سمعتُهم ، و : ع بالمَدِينَةِ المنورة ، على ساكنها أَفضلُ الصلاة والسلام و : ع ببَدْرٍ ، وكأَنَّهُ أُخِذَ من الحَدِيث : «أَنَّ رَجُلاً مَرَّ بجَبُوبِ بَدْرٍ فإِذا رَجُلٌ أَبْيَضُ رَضْرَاضٌ».
والجَبُوبَةُ بهاءٍ : المَدَرَةُ ، مُحَرَّكَةً ، ويقال لِلْمَدَرَةِ (٤) الغَلِيظَةِ تُقْلَعُ من وَجْهِ الأَرْضِ : جَبُوبٌ : وعن ابن الأَعْرَابِيّ : الجَبُوبُ : المَدَرُ المُفَتَّتُ ، وفي الحديث : «أَنَّه تَنَاوَلَ جَبُوبَةً فَتَفَلَ فِيهَا» ، وفي حديث عُمَرَ : «سَأَلَهُ رَجُلٌ فقالَ : «عَنَّتْ لِي عِكْرِشَةٌ فشنَقْتُها (٥) بجبُوبَةٍ» أَي رَمَيْتُهَا حتى كَفَّتْ عن العَدْوِ ، وفي حديث أَبِي أَمَامَةَ قال : لَمَّا وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في القَبْرِ طَفِقَ يَطْرَحُ إِليهمُ الجَبُوبَ وَيَقُولُ : سُدُّوا الفُرَجَ» ، وقال أَبُو خِرَاشٍ يَصِفُ عُقَاباً أَصَابَ صَيْداً.
رَأَتْ قَنصَاً عَلَى فَوْتٍ فَضَمَّتْ |
|
إِلى حَيْزُومِهَا رِيشاً رَطِيبَا |
فَلَاقَتْهُ بِبَلْقَعَة بَرَاحٍ |
|
تُصَادمُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ الجَبُوبَا |
والأَجَبُّ : الفَرْجُ مِثْلُ الأَجَمِّ ، نقله الصَّاغانيُّ.
وجُبَابَةُ السَّعْدِيُّ ، كثُمَامَة : شَاعِرٌ لِصٌّ مِنْ لُصُوصِ العَرَبِ ، نقله الصاغانيُّ والحافظُ.
وجُبَيْبٌ كزُبَيْر : صَحَابِيّ فَرْدُ ، هو جُبَيْبُ بنُ الحَارِثِ ، قالت عائشة إِنه قال : يا رسول الله ، إِني مِقْرَافٌ للذُّنوب.
وجُبَيْبٌ أَيضاً : وادٍ بِأَجَأَ من بلاد طيِّئٍ.
وجُبَيْبٌ : وادٍ بكَحَلَةَ (٦) مُحَرَّكَةً : ماءٍ لِجُشَمَ.
وجُبَّي بالضَّمِّ والتشديد والقَصْر كُورَةٌ بخُوزِسْتَانَ ، منها الإِمَامُ أَبو عَلِيّ المُتَكَلِّمُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ صَاحِبُ مَقَالاتِ المُعْتَزِلَةِ وابْنُه الإِمَامُ أَبُو هَاشِم (٧) تُوُفِّيَ سنةَ إِحدى وعِشْرِينَ [وثلاثمائة] (٨) ببغدادَ وهما شيخَا الاعتزالِ بعد الثلاثمائة وجُبَّى : ة بالنَّهْرَوَانِ ، منها أَبُو محمدِ بنِ عليِّ بنِ حَمَّادٍ المُقْرِئُ الضَّريرُ ، وهو بِعينِه دَعْوَانُ بنُ عليِّ بنِ حمّادٍ فهو مُكَرَّرٌ مع ما قبلَهُ ، فليُتأَمَّل وجُبَّى : ة قُرْبَ هِيتَ ، منها محمدُ بن أَبِي العِزِّ ويقال في هذه القرية أَيضاً الجُبَّةُ والنسبة إِليها الجُبِّيُّ ، كما حققه الحافظُ ونسبَ إِليها أَبَا فِرَاسٍ عُبَيْدَ الله بن شِبْلِ بنِ جَمِيلِ بن مَحْفُوظٍ الهِيتِيَّ الجُبِّيَّ ، له تصانيف ومات سنة ٦٥٨ وابنُه أَبو الفَضْلِ عبدُ الرحمن كان شيخ رِبَاط العميد ، مات سنة ٦٧١ وجُبَّي : ة قربَ بَعْقُوبَا بفتح الموحدة مقصورةً قَصَبَةٍ بطريق خُرَاسَانَ بينها وبين بغدادَ عشرَةُ فراسِخَ ، ويقال فيها : بَا بَعْقُوبا ، كذا في المراصد واللُّبّ ، ولم يذكرهُ المؤلّفُ في مَحَلّه. قلت : وهذه القَريةُ تُعرَف بالجُبَّةِ أَيضاً ، وقال الحافظُ : هي بخراسان ، واقتصر عليه ولم يذكرُ جُبَّى كما ذَكَره المصنف ، وإِليها نُسبَ المباركُ بن محمدٍ السُّلَمِيّ الذي تقدّم ذِكرُه وكذا أَبو الحُسَيْن الجُبِّيُّ شيخُ الأَهْوَازِيّ الآتي ذِكْرُه.
وَبَقِيَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ مُوسى بنِ الضَّبِّيِّ
__________________
(١) اللسان والنهاية : المصطفى.
(٢) كذا بالأصل والنهاية ، وفي اللسان : أو يسجد.
(٣) في القاموس : والتراب.
(٤) بالأصل «للمدر الغليظة» وما أثبتناه عن اللسان.
(٥) عن النهاية ، وبالأصل «فشققتها» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله عكرشة هي أنثى الأرانب وقوله فشققتها كذا بخطه وبالنسخ والذي في ابن الأثير في مادة ش ن ق فشنقتها بجبوبة أي رميتها حتى كفت عن العدو. اه وهو الصواب».
(٦) في أصل القاموس : بكَحْلَة.
(٧) واسمه عبد السلام.
(٨) عن تاريخ بغداد.