والتَّأْوِيبُ في السَّيْرِ نَهَاراً نَظِيرُ الإِسَآد لَيْلا ، أَو هُوَ السَّيْرُ جَميعَ النَّهَارِ والنُّزُولُ باللَّيْلِ ، قَالَ سَلامةُ بنُ جَنْدَل :
يَوْمَان يوْمُ مقامَات وأَنْدِيَة |
|
وَيَوْمُ سَيْرٍ إِلى الأَعْدَاءِ تَأْوِيبِ |
قَالَ ابنُ المُكَرَّم : التَّأْوِيبُ عنْدَ (١) العرَبِ سَيْرُ النَّهَارِ كُلِّه إِلى اللَّيْلِ ، يُقَالُ : أَوَّبَ القَوْمُ تَأْوِيباً ، أَيْ سَارُوا بالنَّهارِ. وأَسْأَدُوا ، إِذَا سَارُوا باللَّيْل ، أَوْ هُوَ تَبَارِي الرِّكَابِ فِي السَّيْرِ قال شيخُنَا : غَيْرُ مُعْرُوفٍ في الدَّوَاوِينِ والمعروفُ الأَوّلُ ، قُلت : هو في لسان العرب والأَساس والتَّكْمِلَة كالمُآوَبَةِ مُفَاعَلَةٌ ، رَاجِعٌ للْمَعْنَى الأَخِيرِ ، كَما هو عادَتُه قال :
وإِنْ تُؤَاوبْهُ تَجِدْهُ مِئوَبا
ورِيحٌ مُؤَوِّبَةٌ : تَهُبُّ النَّهارَ كُلَّهُ. والذي قالَهُ ابنُ بَرِّيّ : مُؤَوِّبةٌ في قَوْل الشاعر :
قَدْ حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ |
|
مسْعٌ لَهَا بِعضَاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُ |
وهو رِيحٌ تَأْتِي عنْد اللَّيْل.
والآيبةُ بالمدِّ : شَرْبَةُ القَائلَة ، نَقَلَه الصاغَانِيّ.
وآبَةُ (٢) قَرَأْتُ في معجم البلدَان قَالَ أَبُو سعْدٍ : قال الحَافِظُ أَبُو بَكْر أَحْمَدُ بنُ مُوسَى بنِ مِرْدُوَيْهِ : هيَ مِنْ قُرَى أَصْبَهَانَ ، قَالَ : وقَال غَيْرُه : إِنها : د ويُقَالُ : قَرْيَةٌ مِنْ ساوةَ (٣) منْهَا جرِيرُ بنُ عَبْدِ الحمِيدِ الآبِيُّ ، سَكن الرَّيّ ، قَالَ : قُلْتُ أَنَا : أَمَّا آبَةُ بُلَيْدَةٌ تُقَابِلُ ساوَةَ ، تُعْرَفُ بَيْنَ العَامَّة بِآوَةَ فَلَا شَكَّ فِيهَا ، وأَهْلُهَا شِيعَة ، وأَهْلُ سَاوَةَ سُنَّةٌ ، ولَا تَزَالُ الحُرُوبُ بَيْنَهُمَا قَائمَةً عَلَى المَذْهَبِ ، قال أَبُو طاهِر السِّلَفيّ : أَنْشَدَنِي القاضِي أَبُو نَصْرِ بنُ العَلَاءِ الميمَنْدِيّ بِأَهْر (٤) مِنْ مُدُن أَذْرَبيجَانَ لنَفْسِه :
وَقَائلَه أَتُبْغِضُ أَهْلَ آبَهْ |
|
وهُمْ أَعْلَامُ نَظْمٍ والكتَابَهْ |
فَقُلْتُ : إِلَيْك عنِّي إِنَّ مثْلِي |
|
يُعَادِي كُلَّ مَنْ عَادَى الصَّحَابَهْ |
وإِلَيْهَا فيما أَحْسَبُ يُنْسَبُ الوَزِيرُ أَبُو سَعْد منْصُورُ بنُ الحسيْنِ الآبِيُّ ، صَحِبَ الصَّاحِبَ بنَ عبَّاد ، ثُمّ وزَرَ لمَجْد الدَّوْلَةِ رُسْتمَ بنِ فَخْرِ الدَّوْلَةِ بن [رُكن الدولة بن] بُوَيْهِ ، وكَانَ أَدِيباً شَاعِراً مُصنِّفاً ، وهُوَ مُؤَلِّفُ : تارِيخ الرَّيِّ ، وأَخُوه أَبُو منْصُور مُحمَّدٌ كَانَ مِنْ عُظَمَاءِ الكُتَّابِ ، وَزَرَ لمِلكِ طَبَرِسْتَانَ ، انتهى ، ورأَيتُ في بعضِ التَّوَارِيخِ أَنَّ جَرِيرَ بنَ عَبْدِ الحَمِيدِ المُتَقَدِّمَ ذِكْرُه نسْبَتُهُ إِلى قَرْيَةٍ بِأَصْبَهَان ، كما تَقَدَّمَ أَوَّلاً ، وهو القَاضي أَبُو عَبْدِ الله الرَّازِيُّ الضَّبِّيُّ ، نَسَبَهُ الدَّارَقُطْنِي.
وآبَةَ : د بإِفْرِيقِيَّةَ نقله الصاغانيّ ، ومَا رَأَيْتُه في «المُعْجم» ، وإِنما قال فيه ، وآبَةُ أَيْضاً : قَرْيَةٌ منْ قُرَى البَهْنَسَا مِنْ صَعِيدِ مِصْرَ : أَخْبَرَنِي بذلك القَاضِي المُفَضَّلُ قَاضِي الجُيُوشِ بمصْرَ قُلْتُ وكَذا رأَيْتُهَا في كِتَاب القَوَانِينِ لابنِ الجَيْعَانِ وذَكَر أَنَّها مُشْتَمِلَةٌ على ١٤٣٤ فَدَّاناً وعبْرَتُهَا ٩٦٠٠ دِينَار وتُذْكَرُ مَعَ بَسْقَنُونَ ، وهُمَا الآنَ وَقْفٌ عَلَى الحَرَميْنِ الشَّرِيفَيْن ، ثُمَّ ظَهَرَ أَنَّهُ تَصَحَّفَ ذلكَ علَى الصَّاغانيّ وتَبِعَه المُصَنِّفُ ، فإِنَّمَا هي أُبّه بضَمٍّ فَشَدِّ مُوَحَّدَة ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا في أَ ب ب.
وَمآبُ : د وفي لسان العرب : مَوْضِعٌ بالبَلْقَاءِ (٥) مِن أَرْضِ الشَّأْمِ ، قال عبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ :
فَلَا وأَبِي مَآبَ لَنَأْتيَنْهَا |
|
وإِنْ كَانَتْ بِهَا عَرَبُ ورُومُ |
وفي المراصد : هي مدينَةٌ في طَرَفِ الشَّأْمِ مِنْ أَرْضِ البَلْقَاء.
والمُؤَوَّبُ هو المُدَوَّرُ والمُقَوَّرُ ، بالقَافِ ، كذا في النسخ ، وفي بعضها بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ ، المُلَمْلَمُ ، وَأَوَّبَ الأَديم : قَوَّرَهُ ، عَنْ ثَعْلَبٍ ومِنْهُ المَثَلُ : أَنَا حُجَيْرُهَا بتَقْدِيم الحَاءِ المُهْمَلَةِ عَلَى الجِيمِ تَصْغِيرُ حِجْر ، وهُوَ الغَارُ
__________________
(١) اللسان : في كلام العرب.
(٢) في معجم البلدان : آبهْ بالباء الموحدة.
(٣) معجم البلدان : من قرى ساوه ـ بالقاموس : قربَ ساوَةَ.
(٤) الأصل «بآهر» وما أثبت عن معجم البلدان.
(٥) في اللسان : اسم موضع من أرض البلقاء. وفي التكملة : مآب مدينة من نواحي البلقاء.