والتَّأْلِيبُ : التحْرِيضُ والإِفْسَادُ.
وأَلَّبَ بَيْنَهُمْ : أَفْسَدَ ، يُقَالُ : حَسُودٌ مُؤَلَّبٌ ، قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ (١) :
بَيْنَا هُمُ يَوْماً هُنَالِكَ رَاعَهُمْ |
|
ضَبْرٌ لِبَاسُهُمُ القَتِيرُ مُؤَلَّبُ |
الضَّبْرُ : الجَمَاعَةُ يَغْزُونَ ، والقَتِيرُ : مسَامِيرُ الدِّرْعِ ، وأَرادَ بها هُنَا الدُّرُوعَ نفسَها ، وَراعَهُمْ : أَفْزَعَهُم.
والمِئْلبُ كمِنْبَرٍ ، قال أَبُو بِشْرٍ عنِ ابْنِ بُزُرْجَ : هو السَّرِيعُ قال العجّاج :
وإِنْ تُنَاهِبْهُ تَجِدْهُ مِنْهَبَا |
|
فِي وَعْكَةِ الجِدِّ وحِيناً مئْلَبَا |
وأَلْبَان كأَنَّه تَثْنِيَةُ أَلْب : د ولكن الذي في المعجم أَنّه جَمْعُ لَبَنٍ كأَجْمَال وجَمَلٍ في شِعْرِ أَبِي قِلَابةَ الهُذَلِيّ (٢) ، ورَوَاه بعضُهم أَلْيَان باليَاءِ آخِر الحُرُوفِ ، فمَحَلُّه حينئذٍ النُّونُ لا البَاءُ ، وفي مُخْتَصَرِ المَرَاصِدِ : هِيَ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ من غَزْنِين ، بَيْنَهَا وبَيْنَ كَابُلَ ، وأَهْلُه مِنْ نَسْلِ الأَزَارِقَةِ الذين شَرَّدَهُمُ المُهَلَّبُ ، وهُمْ إِلى الآنَ علَى مَذْهَبِ أَسْلَافِهِمْ إِلَّا أَنَّهُمْ يُذْعِنُونَ للسَّلَاطِينِ وفيهم تُجَّار مَيَاسِير وأُدَبَاءُ وعُلَمَاءُ يُخَالطُونَ مُلُوكَ السِّنْدِ والهِنْدِ الذين يَقْرُبُونَ من بَلَدِهِم ، ولكل واحد من رُؤَسَائِهِم اسمٌ بالعَرَبيّة واسم بالهِنْدِيَّةِ ، انتهى (٣) وأَلَابُ كسَحَابٍ : ع وفي المعجم : شُعْبَةٌ واسِعَةٌ في دِيَار مُزَيْنَةَ قُرْبَ المَدِينَةِ على ساكنها أَفضلُ الصلاة والسلام.
[أَنب] : أَنَّبَهُ تَأْنِيباً : عَنَّفَه ولَامَه ووبَّخَه أَو بَكَّتَه والتَّأْنِيبُ : أَشَدُّ العَذْلِ (٤) وهو التَّوْبِيخُ والتَّثْرِيبُ ، وفي حديث طَلْحَةَ «لَمَّا مَاتَ خَالدُ بنُ الوَلِيدِ اسْتَرْجَعَ عُمَرُ ، فقُلْتُ يَا أَميرَ المُؤْمِنينَ.
أَلَا أَرَاكَ بُعَيْدَ المَوْتِ تَنْدُبُنِي |
|
وفِي حَيَاتِيَ مَا زَوَّدْتَنِي زَادِي |
فقال عُمَرُ : لَا تُؤَنِّبْنِي» التَّأْنِيبُ : المُبَالَغَةُ في التَّوْبِيخ والتَّعْنِيف ، ومنهحديثُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ لَمَّا صَالَحَ مُعَاوِيَةَ قِيلَ لَهُ : قَدْ سَوَّدْتَ وُجُوهَ المُؤْمِنِين : فَقَالَ : لَا تُؤَنِّبْنِي. ومنهحديثُ تَوْبَةِ كَعْبِ بنِ مَالكٍ «مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونَنِي» (٥) أَو أَنبَّه : سَأَلَهُ فَنَجَهَهُ كَذَا في النُّسَخِ ، أَي رَدَّهُ أَقْبَحَ رَدٍّ ، وفي بَعْضِ : فَجَبَهَهُ.
والأَنَبُ مُحَرَّكَةً : البَاذنْجَانُ. نَقَلَه الصاغانيُّ قال شيخنا : هو تفسيرٌ بمجهول ، فإِنه لم يذكر البَاذِنْجَان في مَظِنَّتِه ، قُلْت : ولكن الشهرة تكفي في هذا القَدْرِ ، والله أَعلم.
وَحِدَتُهُ أَنَبَةٌ ، عن أَبي حَنِيفَةَ ، قُلْتُ : وهو ثَمَرُ شجرٍ باليَمَنِ كبير يحمل كالبَاذنْجَانِ ، يبدو صغيراً ثم يَكبر ، حُلْوٌ ممزوجٌ بالحُموضَة ، والعامّةُ يُسَكِّنُونَ النُّونَ ، وبعضهم يقلب الهَمْزَةَ عَيْناً ، وقد ذكره الحَكِيمُ داوودُ في التَّذْكِرَةِ ، وسيأْتي ذِكرُه في الجيم.
والأَنَابُ كسَحَابٍ : المِسْكُ. عن أَبي زيدٍ ، أَو عِطْرٌ يُضَاهِيهِ ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وأَنشد أَبو زيْد :
تَعُلُّ بالعَنْبَرِ والأَنَابِ |
|
كَرْماً تَدَلَّى مِنْ ذُرَا الأَعْنَابِ |
يَعْنِي جَارِيَةً تَعُلُّ شَعْرَهَا بالأَنَابِ. وفي الأَساس تقولُ : «بَلَدٌ عَبِقُ الجَنَابِ ، كَأَنَّهُ ضُمِّخَ بالأَنَابِ» أَيِ المِسْكِ ، وأَصْبَحْتُ مُؤْتَنِباً ، وَهُوَ مُؤْتَنِبٌ بصيغة اسم الفاعل ، أَي لا يَشْتَهِي الطَّعَامَ (٦).
والأَنَابِيبُ : الرِّمَاحُ ، واحدها أُنْبُوبٌ هنا ذكره ابن المُكَرَّم.
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
إِنَّبٌ ، بالكَسْرِ وتشديدِ النُّون والبَاءُ مُوَحَّدَةٌ : حِصْنٌ مِنْ أَعْمَالِ عَزَازَ من نَوَاحِي حَلَبَ ، له ذِكْرٌ.
[أَوب] : الأَوْبُ والإِيَابُ كَكِتَابٍ ، ويُشَدَّدُ وبِه قُرِئَ في
__________________
(١) في المطبوعة الكويتية «جوبة» تحريف.
(٢) البيت في معجم البلدان (ألبان) وتمامه :
يا دار أعرفها وحشاً منازلها |
|
بين القوائم من رهط فألبان |
(٣) فرق في معجم البلدان بين ألْبَان (بفتح ثم السكون). وألَبَان بالتحريك بوزن رمضان وجعلهما موضعين.
(٤) كذا بالأصل أشد أشد ، وبهامش المطبوعة المصرية : «كذا بخطه وبالنسخ أيضاً أشد مكررة اه».
(٥) بالأصل واللسان «يؤنبوني» وما أثبت عن اللسان.
(٦) في المطبوعة الكويتية : أي يشتهي الطعام تحريف.