أَي بَادَرُوهُ ، والرَّهِقُ : الذي به خِفَّةٌ وحِدَّةٌ ، وعَضَّه السُّلْطَانُ ، أَي أَرْهَقَه وأَعْجَلَه وضَيَّق عليه الأَمْرَ. والتِّرْعِيَّةُ : الذي يُجيدُ رَعْيَ (١) الإِبلِ ، وفي بعض النسخ : المُستَأْرِب ، بكسر الراء.
والمُؤَارِبُ : هو المُدَاهِي ، والمُؤَارَبَةُ : المُدَاهَاةُ ، وفلان يُؤَارِبُ صَاحِبَه ، أَي يُدَاهِيهِ ، قال الزمخشريّ : وفي الحَدِيثِ (٢) «مُؤَارَبَةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وَعَنَاءٌ» أَيْ أَنَّ الأَرِيبَ وهو العَاقِلُ لَا يُخْتَلُ عن عَقْلِه.
والأُرْبانُ بضَمِّ الهَمْزَةِ لُغَةٌ في العُرْبَان بالعَيْن ، وسيأْتي في ع ر ب
وقِدْرٌ بالكسر ، أَرِيبَةٌ ، كَكَتِيبَة أَي وَاسعَةٌ.
وأَرَبَةُ ، مُحرَّكَةً : اسْمُ مَدِينَةٍ بالغَرْبِ منْ أَعْمَالِ الزَّابِ ، يقال إِن حَوْلَهَا ثلاثمائة وستينَ قَرْية.
[أزب] : أَزِبَتٍ الإِبلُ ، كَفَرِحَ تَأْزَبُ أَزَباً : لَمْ تَجْتَرَّ فَهِيَ إِبِلٌ أَزِبَةٌ أَيْ ضَامزَةٌ بجِرِتِها لَا تَجْتَرّ ، قَالَه المُفَضَّلُ والإِزْبُ بالكَسْرِ فالسُّكُونِ : القَصِيرُ عنِ الفَرَّاءِ ، وقِيلَ : هُوَ و (*) الغَليظُ مِنَ الرِّجَال قال :
وأُبْغِضُ مِنْ قُرَيْشٍ كُلَّ إِزْبٍ |
|
قَصِيرِ الشَّخْصِ تَحْسَبُهُ وَلِيدَا |
كَأَنَّهُمُ كُلَى بَقَرِ الأَضَاحِي |
|
إِذَا قَامُوا حَسِبْتَهُمُ قُعُودَا |
والإِزْبُ : الدَّاهِيَةُ يقال : رَجُلٌ إِزْبُ حِزْبٌ أَيْ دَاهِيَةٌ (٣) ، والإِزْبُ : اللَّئيمُ و : القَصِيرُ الدَّمِيمُ ، وقَالَ الليثُ : الإِزْبُ : الدَّقِيقُ بالدَّالِ المُهْمَلَة فيهما ، من الدَّمَامَةِ ودِقَّةِ الجِسْمِ كذا في النُّسَخِ ، وفي أُخرى : الرَّقِيقُ المَفَاصِلِ الضّاوِيُّ الضَّئيلُ الَّذِي لَا تَزِيدُ عِظَامُهُ ولَا أَلْوَاحُه (٤) ، وإِنَّمَا زِيَادَتُهُ فِي بَطْنِهِ وسُفْلَتِه كَأَنَّهُ ضَاوِيٌّ مُحْثَلٌ. وفي حديثِ العَقَبَةِ هُوَ شَيْطَانٌ اسمُه أَزَبُّ العَقَبَةِ وهو الحَيَّةُ ، إِنْ كان بكَسْرِ الهَمْزَةِ وسِّكُون الزَّايِ ، كما في لسان العرب وسيرَة الحَلَبِيّ ، فَلَا يخفى أَن محلَّ ذكره هُنا ، وإِن كان بفتح الهمزة وتشديد الموحَّدَة ، فإِنه يأْتي ذكرُه في ز ب ب ، وَوَهمَ مَن ذَكرَه هنا كابن منظور وغيره ، لأَن همزته زائدة.
والأَزِبُ ، ككتف : الطَّوِيلُ كالأَزِيبِ والآزِبِ ، فَعَلَى هذا يكونُ ضِدًّا.
والأَزْبَةُ لُغَةٌ في الأَزْمَة ، وهي الشِّدَّةُ والقَحْطُ ، يقال : أَصَابَتْنَا أَزْبَةٌ وآزِبة ، أَي شِدَّة ، ويقال للسَّنة الشديدةِ : أَزْبَة وأَزْمَةٌ ولَزْبَةٌ ، بمَعْنى واحد ، وفي حديث أَبِي الأَحْوَصِ «لتَسْبيحَةٌ في طَلَبِ حَاجَةٍ خَيْرٌ مِنْ لَقُوحٍ صَفِيٍّ (٥) فِي عَامِ أَزْبَةٍ ، أَوْ لَزْبَةٍ» يقالُ : أَصَابَتْهُمْ أَزْبَةٌ ولَزْبَةٌ ، أَي جَدْبٌ ومَحْلٌ.
وإِزَاب بالكَسْرِ : مَاءٌ لِبَنِي العَنْبَرِ من بني تَمِيم ، قال مُساوِرُ بنُ هِنْدٍ :
وجَلَبْتُه مِنْ أَهْلِ أُبْضَةَ طَائِعاً |
|
حَتَّى تَحَكَّمَ فيه أَهْلُ إِزَابِ |
ويُرْوى إِراب بالمُهْمَلَةِ.
قُلْتُ : ورَأَيْتُ في أَسْمَاء البِقَاعِ : وَآزاب ، بالمَدِّ والزَّاي المُعْجَمَةِ : مَوْضعٌ جَاءَ ذِكْرُه في شِعْرٍ لسُهَيْلِ بن عَليِّ (٦) ، فَلْيُعْلَمْ.
وأَزَبَ المَاءُ كضَرَبَ مِثْلُ وَزَبَ بالوَاوِ : جَرَى ، قِيلَ : ومِنْهُ المِئزَابُ ، أَي المرْزَابُ ، وهو المَثْعَبُ الذي يَبُولُ المَاءَ ، وفي التَّرْشِيحِ : هُوَ مَا يَسِيلُ منه المَاءُ من مَوْضِعٍ عالٍ ، ومنه مِيزَابُ الكَعْبَةِ ، وهُو مَصَبُّ مَاءِ المَطَرِ ، أَوْ هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ ، قَالَهُ الجَوَالِيقِيُّ ، أَيْ بُلِ المَاءَ ورُبَّمَا لَمْ يُهْمَزْ ، وجَمْعُه المَآزِيبُ والمَيَازِيبُ ، ويقال : المِرْزَاب بِتَقْدِيم الرَّاءِ على الزَّايِ. قال شيخُنَا : ومَنَعَه ابنُ السِّكِّيتِ والفَرَّاءُ وأَبُو حَاتِم ، وفي التَّهْذِيبِ عنِ ابن الأَعْرَابيِّ : يقال لِلْمِيزَابِ : مِرْزَابٌ وَمِزْرَابٌ ، بتَقْدِيمِ الرَّاءِ وتَأْخيرِهَا ، ونقله الليث وجماعة.
وإِبِلٌ آزِبَةٌ ، أَي ضَامِزَةٌ بِجِرَّتِهَا لَا تَجْتَرُّ ، قاله المُفَضَّلُ ، وأَنْشَد في التهذيب قولَ الأَعشى :
__________________
(١) في اللسان : رعية.
(٢) مكانها في الأساس : ويقال.
(*) في القاموس : والغليظ.
(٣) قاله ابن الأعرابي (عن الصحاح).
(٤) عبارة اللسان : فلا تكون زيادته في الوجه وعظامه ، ولكن تكون زيادته في بطنه وسفلته.
(٥) عن النهاية ، وبالأصل «صيفي» وصفّي أي غزيرة اللبن.
(٦) في معجم البلدان : عدي.