وَلَقَدْ أَرِبْتُ عَلَى الهُمُومِ بِجَسْرَةٍ |
|
عَيْرَانَة بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُون |
أَيْ قَوِيتُ عليها واسْتَعَنْتُ بِهَا.
وأَرَبَ العَقْدَ ، كَضَرَبَ يَأْرِبُهُ أَرْباً : أَحْكَمَهُ ، وكَذَا أَرَّبَه ، أَيْ عَقَدَهُ وشَدَّه ، قال أَبُو زُبَيْدٍ :
عَلَى قَتِيلٍ مِنَ الأَعْدَاءِ قَدْ أَرُبُوا |
|
أَنِّي لَهُمْ وَاحِدٌ نَائِي الأَنَاصِيرِ |
أَرُبُوا أَي وَثِقُوا أَنِّي لهم واحِدٌ ، وأَنَاصِيرِي ناؤُونَ عَنِّي ، وكَأَنَّ أَرُبوا من تَأْرِيبِ العُقْدَةِ أَيْ من الأَرْبِ. وقال أَبو الهَيْثَم : أَي أَعْجَبَهُم ذاكَ فصارَ كأَنه حَاجَةٌ لهم في أَن أَبقَى مُغْتَرِباً نَائِياً عن أَنْصَارِي.
وأَرَبَ فُلَاناً : ضَرَبَه (١) عَلَى إِرْبٍ ، بالكَسْر ، أَي عُضْوٍ لَهُ.
وقال ابنُ شُمَيْل : أَرِبَ في الأَمْرِ ، أَي بَلَغَ فيه جُهْدَه وَطَاقَتَه وفَطنَ له ، وقد تَأَرَّبَ في أَمْرِه.
والأُرَبَى بفَتْح الرَّاءِ والموحَّدةِ مع ضَمّ أَوله مَقْصُوراً ، هكذا ضبطه ابنُ مالكٍ وأَبو حَيَّانَ وابنُ هِشَام : الدَّاهِيَةُ أَنشد الجوهريُّ لابنِ أَحْمَرَ :
فَلَمَّا غَسَى لَيْلِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّهَا |
|
هِيَ الأُرَبَى جَاءَتْ بأُمِّ حَبَوْ كَرَى |
قُلْتُ : وهي كَشُعَبَى وأُرَمَى (٢) ، وَلَا رَابِعَ لَهَا ، وستأْتي.
والتَّأْرِيبُ الإِحْكَامُ ، يُقَال : أَرِّبْ عُقْدَتَك ، أَنشد ثعلبٌ لكَنَّازِ بنِ نُفَيْع يقوله لجرير :
غَضِبْتَ علينا أَنْ علَاكَ بنُ غَالِبٍ |
|
فَهَلَّا عَلَى جَدَّيْكَ في ذاكَ تَغْضَبُ |
هُمَا حِينَ يَسْعَى المَرْءُ مَسْعَاةَ جَدِّه |
|
أَنَاخَا فَشَدَّاكَ العِقَالُ المُؤَرَّبُ |
والتَّأْرِيبُ التَّحْدِيدُ والتَّحْريشُ والتَّفْطِينُ (٢) والتَّوْفِيرُ والتَّكْمِيلُ أَي تَمَامُ النَّصِيبِ ، أَنشد ابنُ بَرِّيّ :
شُمٌّ مَخَامِيصُ تُنْسِيهِمْ مَرَادِيَهُم |
|
ضَرْبُ القِدَاحِ وتَأْرِيبٌ عَلَى اليَسَرِ |
وهِيَ أَحَدُ أَيْسَارِ الجَزُورِ ، وهي الأَنْصباءُ.
والتَّأْرِيبُ أَيضاً : الشُّحُّ والحِرْصُ ، قاله أَبُو عُبَيْدٍ ، وأَرَّبَ العُضْوَ : قَطَّعَهُ مُوَفَّراً يُقَالُ : أَعْطَاهُ عُضْواً مُؤَرَّباً ، أَي تَامًّا لم يُكْسَرْ ، وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَي مُوَفَّرٌ وفي الحديثِ «أَنَّهُ أَتِيَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبَة فأَكَلَهَا وصَلَّى ولَمْ يَتَوَضَّأْ» المؤَرَّبَةُ هِيَ المُوَفَّرَةُ التي لم يَنْقُصْ منها شَيءٌ وقد أَرَّبْته تَأْرِيباً إِذا وَفَّرْته ، مأْخوذ منَ الإِرْبِ ، وهو العُضْوُ وقيلَ : كلُّ مَا وُفِّر (٣) فقد أَرَّبَ ، وكُلُّ مُوَقَّرٍ : مُؤَرَّبٌ.
ومِنَ المَجَازِ : تَأَرَّبَ علينا فلان ، أَي تَأَبَّى وتَشَدَّدَ وتَعَسَّرَ (٤) ، وتَأَرَّبَ عَلَيَّ إِذا تَعَدَّى ، وكأَنَّه من الأُرْبَةِ : العُقْدَةِ. وفي حديث سَعِيد بن العَاصِ قَالَ لابْنِه عمْرٍو «لا تَتَأَرَّب عَلى بَنَاتِي» أَيْ لَا تَشَدَّدْ (٥) وتَتَعَدَّ.
وتَأَرَّبَ أَيْضاً : تَكَلَّفَ الدَّهَاءَ والمَكْرَ والخُبْثَ ، قال رُؤبَة :
فَانْطِقْ بِإِرْبٍ فَوقَ مَنْ تَأَرَّبآ |
|
والإِرْبُ يُدْهِي خبَّ مَنْ تَخَبَّبَا |
والمُسْتَأْرَبُ ، بفتح الراء على صيغة المَفْعُولِ ، كذا ضبطه الجوهريّ ، مِن اسْتَأْرَبَ الوَتَرُ إذا اشتدّ ، وهو الذي قد أَحاطَ الدَّيْنُ أَو غيرُه من النَّوَائب بآرَابِه من كلِّ ناحيَة. ورَجُلٌ مُسْتَأْرَبُ ، وهو المدْيُونُ كأَنَّ الدَّيْنَ أَخَذَ بآرَابِهِ ، قال :
ونَاهَزُوا البَيْعَ مِنْ تِرْعِيَّةٍ رَهِقٍ (٦) |
|
مُسْتَأْرَبٍ عَضَّهُ السُّلْطَانُ مَدْيُونُ |
هكذا أَنشده مُحَمَّدُ بن أَحمَدَ المُفَجَّع ، أَي أَخَذَه الدَّينُ من كُلِّ نَاحِيَةٍ والمُنَاهَزَةُ في البَيْع : انتهاز الفُرْصَةِ ، ونَاهَزُوه ،
__________________
(١) في إحدى نسخ القاموس : «ضرب».
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وأرمى كذا بخطه ولا وجود لها في القاموس ولا في اللسان ولا غيرهما ولعلها أدمى بالدال المهملة أو أرنى بالراء فقد ذكر الأشموني أن أدمى اسم موضع وأرنى حَب يعقد به اللبن فراجعه فإن فيه زيادة عما ذكره اه.
قلت وفي معجم البلدان : أُرَمَى بالضم ثم الفتح والقصر ، موضع قالوا : وليس في كلامهم على فُعلى إلا أرمى وشعبى : موضعان ، وأربى اسم للداهية.
(٣) قال أبو منصور : هذا تصحيف والصواب التأريث بالثاء (عن اللسان).
(٤) اللسان : تأرب علينا : تأبّى وتعسّر وتشدّد.
(٥) وفي النهاية واللسان ، لا تتشدد.
(٦) الصحاح : ترعية بفتح التاء المثناة. (هامشه).