وكَالأَه مُكالأَةً وكِلَاءً : رَاقَبه.
وأَكْلأَ بَصَرَهُ في الشَّيْءِ إِذا رَدَّدَهُ فيه مُصَعِّداً ومُصَوِّباً. ومن المجاز : كَلأَ عُمرُهُ أَي انْتهى إِلى حَدِّه ، وعبارةُ الأَساس : طال وَتَأَخَّرَ قال :
تَعفَّفْتُ عَنْهَا فِي العُصُورِ التي خَلَتْ |
|
فَكَيْفَ التَّصَابِي بَعْدَ مَا كَلأَ العُمْرُ |
والكَلَأُ كجَبَلٍ ، عند العرب يقع على العُشْبُ وهو الرُّطْبُ ، وعلى العُرْوَةِ (١) والنَّصِيِّ والصِّلِّيَانِ (٢) ، وقيلَ : الكَلأُ مقصورٌ مهموزٌ : ما يُرْعَى ، وقيل : الكَلأُ : العُشْبُ رَطْبُه وَيَابسُه (٣) وهو اسمٌ للنَّوْعِ ولا واحد له كَلِئَتِ الأَرْضُ ، بالكَسْرِ أَي كَثُرَ الكَلأُ بِهَا كأَكْلأَتْ وكَلأَتْ ، وقد تقدّم ذِكرُهما ، وذكره في المحلَّيْنِ يُشْعِر بالتغايُرِ ، وليس كذلك كَاسْتَكْلَأَتْ صارت ذاتَ كَلإٍ وكَلأَت الناقةُ وأَكلأَتْ : أَكَلَتْهُ أَي الكَلأَ ، وذِكْرُ الناقةِ مِثالٌ.
وأَرْضٌ كلئيةٌ (٤) على النسب ومَكْلأَةٌ كمَزْرَعَة ، كلتاهما : كَثِيرَتُهُ أَي الكَلإِ ، ويقال فيه أَيضاً مُكْلِئَة ، كمُحْسِنة ، ذكره الجوهريّ وغيرُه ، ويستوي فيه اليابِس والرَّطْبُ ، وقيل : الكَلأُ يَجمعُ النَّصِيَّ والصِّلِّيَانَ والحَلَمَةَ والشِّيحَ والعَرْفَجَ وضُرُوبَ العُرَا ، وكذلك العُشْبُ والبَقْلُ وما أَشبهها. وأَرضٌ مُكْلِئَةٌ ، أَي بالضمّ وهي التي قد شَبع إِبلُها ، وما لم يُشْبِع الإِبلَ لم يَعُدُّوه إِعشاباً ولا إِكلاءً وإِن شَبعت الغَنمُ (٥). قال غيره : الكَلأُ : البَقْلُ والشَّجَر ، وفي الحديث «لا يُمْنَعُ فَضْلُ المَاءِ لِيُمْنَعَ بِه الكَلأُ» وفي روايةٍ «فَضْل الكَلإِ» معناه أَن البئرَ تَكون في البادِيَة ، ويكون قريباً منها كَلأٌ ، فإِذا وَرَدَ عليها وارِدٌ فَغَلَبَ على مَائِها ومَنَع مَنْ يأْتي بَعْدَه من الاسْتقاءِ منها فهو بِمَنْعِه الماءَ مَانِعٌ من الكلإِ ، لأَنه متى وَرَد رَجُلٌ بِإِبِلِه فأَرْعَاها ذلك الكَلأَ ثمَّ لمْ يَسْقِها قَتَلها العَطَشُ ، فالذي يَمْنَعُ ماءَ البِئْرِ يَمْنَعُ النَّباتَ القريبَ منه.
الكَالِئُ والكُلْأَةُ ، بالضَّمِّ : النَّسِيئَةُ والعَرَبُونُ أَي السُّلْفَة قال الشاعر :
وعَيْنُه كَالكالِئِ المِضْمَارِ (٦)
أَي كالنَّسِيئَة التي لا تُرْجَى ، وما أَعطيتَ في الطعامِ نسيئَةً من الدراهمِ فهو الكُلْأَةُ ، بالضمّ ، وفي الحديث نَهَى عن الكَالِئِ بالكالِئِ
يَعني النَّسِيئَة بالنَّسِيئَة ، وكان الأَصمعيُّ لا يَهْمِز ويُنْشِد لِعَبِيد بنِ الأَبرصِ :
وَإِذَا تُبَاشِرُكَ الهُمُو |
|
مُ فَإِنَّها كَالٍ وَنَاجِزْ |
أَي مِنها نَسِيئَةٌ ومنها نَقْدٌ وقال أَبو عبيدة (٧) : تكَلَّأْتُ كُلْأَةً وَكَلَّأْتُ تَكْلِيئاً استنسأْتُ نَسِيئَةً ، أَي أَخَذْتُه ، والنَّسيئَة : التأْخيرُ ، وكذلك استكْلأْتُ كُلْأَةً ، بالضم ، وجمعه كَوَالِئُ ، قال أُميَّةُ الهُذليُّ :
أُسَلِّي الهُمُومَ بِأَمْثَالِهَا |
|
وَأَطْوِي البِلَادَ وَأَقْضِي الكَوَالِي |
أَراد الكوالىءَ ، فإِما أَن يكون أَبدل ، وإِما أَن يكون سَكَّنَ ثم خَفَّف تخفيفاً قِياسيًّا.
وأَكْلَأَ في الطعام وغيرِه إِكلاءً ، وكَلأَ تَكْلِيئاً : أَسْلَفَ وأَسْلَمَ ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
فَمَنْ يُحْسِنْ إِلَيْهِمْ لَا يُكَلِّئ |
|
إِلَى جَازٍ بذَاك ولَا كَرِيمِ |
وفي التهذيب : ولا شَكُورِ وأَكْلأَ عُمُرَه (*) : أَنْهَاهُ (٨) وَبَلَغَ الله بك أَكْلأَ العُمرِ ، أَي أَقصاه وآخِرَه وأَبْعَدَه ، وهما من المجاز وكان الأَصْمعي لا يهمزه.
واكْتَلأَ كُلْأَةً وتَكَلَّأَهَا أَي تَسَلَّمَهَا ، وكَلأَ القَوْمَ : كَانَ لهم رَبِيئَةً ، ويقال : عَيْنٌ كَلُوءٌ ، وناقَةٌ كَلُوءُ العَيْنِ وَرجُلٌ كَلُوءُ العَيْنِ أَي شَدِيدُهَا لا يَغْلِبُها النَّوْمُ وفي بعض النسخ
__________________
(١) زيد في اللسان : والشجر.
(٢) زيد في اللسان : الطيب ، كل ذلك من الكلإِ.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «... فقول المصنف العشب رطبه ويابسه فيه ما فيه».
(٤) في الصحاح : «كلئة». وفي القاموس : «كليئة».
(٥) هذا قول النضر ـ كما في اللسان.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله المضمار هكذا بخطه والذي في الصحاح واللسان الضمار ، قال صاحب اللسان : والضمار خلاف العيان» وهو ما ورد في مادة «ضمر» ومادة «كلأ» في اللسان ، أما في الصحاح «المضمار» والصواب «الضمار».
(٧) كذا بالأصل واللسان ، وفي الصحاح : أبو عبيد.
(*) وبنسخة أخرى : [العمر].
(٨) في القاموس : وأكلأ القمر.