فأَما عَظَاءَة فهي لغةٌ في عَظَايَة ، وإِعَاء لُغة في وِعَاء (١) ، كذا في لسان العرب ، فلا يقال : مثلُ هذا لا يُعَدُّ زِيادةً إِلَّا على جهة التنبيه ، كما زعمه شيخنا : العَسَرُ (٢) محركة وهو الالْتِوَاءُ يكون في الرِّجل وقال بعضهم : هو الخَدِيعَة ، ولم يهمزه بعضُهم والجَفْوَة ، والمُقْدِمُ الجَرِيءُ يقال ناقة عِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوَة وسِنْدَأْوة أَي جَرِيئة ، حكاه شَمِرٌ عن ابن الأَعرابيّ كالعِنْدَأْوِ بغير هاء. والمَكْرُ ، لا يخفى أَنه لو ذكره مع الخديعة كان أَولى ، لأَنهما من قولٍ واحدٍ.
وقال اللِّحيانيُّ : العِنْدَأْوَةُ : أَدْهَى الدَّوَاهِي ، في المثل إِنَّ تَحْتَ طِرِّيقَتكَ كَسِكِّينَة ، اسمٌ من الإِطراق وهو السُّكون والضَّعف واللين لَعِنْدَأْوَة ، أَي تحت إِطْرَاقِكَ وسُكُوتِك وفي نسخة سُكُونك بالنون مَكْرٌ أَي خِلَافٌ وَتَعسُّفٌ كما فَسَّر به ابنُ منظور ، أَو عُسْرٌ وشَرَاسةٌ ، كما فَسَّره الزمخشريّ (٣) يقال هذا للمُطْرِق الدَّاهِي السِّكِّيت والمُطَاوِل لِيأْتِيَ بِداهيةٍ ويَشُدُّ شَدَّةَ لَيْثٍ غَيرَ مُتَّقٍ ، وستأْتي الإِشارة إِليه في عند.
فصل الغين
المعجمة مع الهمزة
[غأغأ] : الغَأْغَاءُ لسَلْسَال : صَوتُ الغَوَاهِقِ (٤) جِنْس من الغِرْبان الجَبَلِيَّة لسُكْنَاها بها. وَغَأْغَأَ غَأْغَأَةً كدَحْرج دَحْرَجَةً.
غبأ : غَبَأَ له يَغْبَأُ غَبْأً وغَبَأَ إِليه كَمَنعَ إِذا قَصَد له ، ولم يعرفها الرياشيُّ بالغين معجمةً ، كذا في لسان العرب.
[غرقأ] : الغِرْقِئ ، كَزِبْرِج : القِشْرَةُ المُلْتَزِقَة بِبَياضِ البَيْضِ وقال غيره : قِشْرُ البَيْضِ الذي تحت القَيْضِ ، والقَيْضُ : ما تَفَلَّق من قُشورِ البَيضِ الأَعلى ، قال الفرَّاءُ : همزته زائدة ، لأَنه من الغَرَق (٥) ، وكذلك الهمزة في الكِرْفِئَة والطِّهْلِئَة زائدتانِ ، وقد نبَّه عليه الجوهريُّ ، فلم يَرِدْ عليه شيءُ مما قاله المصنف في غ ر ق ، أَو البَياضُ الذي يُؤْكَلُ (٦) وهو قولٌ ضعيف ، ويقال من ذلك غَرْقَأَتِ البَيْضَةُ أَي خَرَجَتْ وَعَلَيْهَا قِشْرُها الرَّقيقُ ، وكذا غَرْقَأَتِ الدَّجَاجَةُ إِذا فَعَلَتْ ذلك بِبَيْضِهَا وسيأْتي في غرق مزيد لذلك إِن شاءَ الله تعالى.
فصل الفاء
مع الهمزة
[فأفأ] : الفَأْفَأُ ، كفَدْفَدٍ عن اللحياني والفَأْفَاءُ مثل بَلْبَالٍ يقال : رجل فَأْفَاءٌ وَفَأْفَأُ يُمَدُّ ويُقْصَر ، وقد فَأْفَأَ ، وامرأَة فَأْفَأَةٌ ، كذا في لسان العرب ، فسقط بذلك ما قاله شيخُنا إِن المعروف هو المدّ ، وأَما القصرُ فلا يُعْرَف في الوصف إِلا في شعر على جهة الضرورة : هو الذي يُكْثِر تَردادَ الكلامِ إِذا تكلَّم أَو هو مُرَدِّدُ الفاءِ ومُكْثِرْه فى كلامِه إِذا تكلّم ، وهو قول المُبرّد وفيه فَأْفَأَةٌ أَي حُبْسَة في اللّسان وَغَلَبَةُ الفاءِ على الكلام ، وقال الليث : الفَأْفَأَةُ في الكلام كأَن الفاءَ تَغلب (٧) على اللسان.
[فبأ] : الفَبْأَة ، المَطَرَةُ السريعةُ تأْتي ساعةً ثم تَنقشع وتَسْكُن كذا في العُباب.
[فتأ] : مَا فَتأَ ، مثلة التاء أَي عين الفعل ، أَما الكسر والنصف فلغتان مشهورتان ، الأَول أَشهر من الثاني ، وأَما الضمُّ فلم يَثبت عند أَئمة اللغة والنحو ، وكأَنه نقله من بعض الدواوين اللغوية ، وهو مستبعد ، قاله شيخنا. قلت : والضم نقله الصاغاني عن الفرَّاء ، والعجب من شيخنا كيف استبعده وهو في العباب ، تقول : مَا فَتِئَ وما فَتَأَ (٨) يَفْتَأُ فَتْأً وفُتُوءاً : ما زال وما بَرِح كما أَفْتَأَ لغة بني تميم ، رواه عنهم أَبو زيد ، يقال : ما أَفْتَأْتُ أَذكره إِفتاءً ، وذلك إِذا كنتَ لا تزال تَذْكره ، لغةٌ في ذلك. وفي نوادر الأَعراب :
فَتِئَ عنه أَي الأَمرِ كسمعَ إِذا نَسِيَه وانْقَذَع (٩) عنه أَي تأَثر منه ، وفي بعض النسخ بالفاء والمهملة والمُعجمة ، أَي لانَ بعد يُبْس ، وما فتىءَ لا يستعمل إِلا في النفي أَو ما في معناه
__________________
(١) عن اللسان : وبالأصل : وأعا لغة في وعا.
(٢) ضبط القاموس : العُسْر.
(٣) كذا ، ولم نجده.
(٤) في القاموس : العواهق.
(٥) وهو قول الزجّاج أيضاً. قال ابن جني : ذهب أبو إسحاق إلى أن همزة الغرقىء زائدة ولم يعلل ذلك باشتقاق ولا غيره ، ولست أرى للقضاء بزيادة هذه الهمزة وجهاً من طريق القياس ، وذلك أنها ليست بأولى فتقضي بزيادتها ، ولا نجد فيها معنى غرق ، اللهم إلا أن تقول أن الغرقىء يحتوي على جميع ما يخفيه من البيضة ويغترقه.
(٦) وهو قول النضر (لسان العرب).
(٧) اللسان : يغلب.
(٨) بهامش المطبوعة المصرية «كذا في النسخ لم يمثل للضم» اه.
(٩) في اللسان : «فتئت عن الأمر» أفتأ إذا نسيته وانقدعت.