[درأ] : دَرَأَه كجَعَلَه يَدْرَؤُهُ دَرْأً بفتح فسكون وَدَرْأَةً ، ودَرَأَه إِذا دَفَعَهُ ومنهالحديث : «ادْرءُوا الحُدُودَ بالشُّبُهَاتِ» ودَرَأَ السَّيْلُ دَرْأً : انْدَفَع ، كانْدَرَأَ وهو مجاز ، ودَرَأَ الوادِي بالسَّيْل : دَفَع ، وفي حديثِ أَبي بَكرٍ :
صَادَفَ دَرْءَ السَّيْلِ سَيْلٌ يَدْفَعُهْ |
|
يَهْضِبُه طَوْراً وطَوْراً يَمْنَعُهْ |
ودَرَأَ الرَّجُلُ دُرُوءاً : طَرَأَ وهم الدُّرَّاءُ والدُّرَآءُ ، يقال : نحن فُقَراءُ ودُرَآءُ ودَرَأَ عليهم دَرْأً ودُرُوءاً : خَرَجَ فُجَاءَةً (١) كاندَرَأَ وتَدَرَّأَ ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
أَحِسُّ لِيَرْبُوعٍ وَأَحْمِي ذِمَارَهَا |
|
وأَدْفَعُ عَنْهَا مِنْ دُرُوءِ القَبَائِلِ |
أَي من خُرُوجِها وحَمْلِهَا ، وفي العباب : اندَرَأَ عليهم إِذا طَلَع مُفاجَأَةً ، وروى المُنذرِيُّ عن خالدِ بن يزيدَ قال : يقال : دَرَأَ علينا فُلانٌ وطَرَأَ إِذا طلع فُجَاءَةً (٢) ، ودَرَأَ الكَوْكَبُ دُرُوءاً من ذلك (٣).
ومن المجاز قال شَمِرٌ : دَرَأَتِ النارُ : أَضاءَتْ ، ودَرَأَ البعيرُ دُروءاً : أَغَدَّ زاد الأَصمعيُّ وكان مع الغُدَّةِ وَرَمٌ في ظَهْرِه وفي الإِناث في الضَّرْع (٤) ، فهو دَارِئٌ ، وناقة دَارِئٌ أَيضاً اذا أَخذَتْها الغُدَّةُ في مَرَاقِها واستبانَ حَجْمُها ، ويسمى الحَجْمُ دَرْأً ، بالفتح ، قاله ابن السكِّيت ، وعن ابن الأَعرابيّ : إِذا دَرَأَ البَعِيرُ مِن غُدَّتِه رَجَوْا أَنْ يَسْلَمَ ، قال : ودَرَأَ إِذَا وَرِمَ نَحْرُه ، والمَرَاقُ مَجْرَى الماءِ في حَلْقِهَا ، واستعاره رؤبةُ للمنتفِخِ المُتغَضِّب فقال :
يَا أَيُّهَا الدَّارِئُ كَالمَنْكُوفِ |
|
والمُتَشَكِّي مَغْلَةَ المَحْجُوفِ |
جعل حِقْدَه الذي نَفَخه بمنزلةِ الوَرَم الذي في ظَهْرِ البعيرِ ، والمنكوف : الذي يشتكي نَكَفَتَه وهي أَصلُ اللِّهْزِمَة ودَرَأَ الشَّيْءَ : بَسَطَه ودَرَأْتُ له وِسَادَةً ، أَي بسطْتها ، ودرأْتُ وَضِينَ البعيرِ إِذا بَسَطْتَه على الأَرض ثم أَبْرَكْته عليه لتَشُّدَّه به ، قال المُثَقَّب العبدِيُّ يصف ناقته : تَقُول :
إِذا دَرَأْتُ لَهَا وَضِينِي |
|
أَهذَا دِينُهُ أَبداً ودِينِي؟ |
وفي حديث عُمر رضياللهعنه أَنه صلّى المغرِبَ ، فلما انصرف دَرأَ جُمْعَةً مِن حصَى المسجدِ وأَلقى عليها رِدَاءَه واستلقى ، أَي بَسَطها وسَوَّاها (٥) ، والجُمْعَة : المجموعة ، يقال : أَعطِنِي جُمْعَةً من تَمْرٍ ، كالقُبْصَةِ وقال شَمِر : دَرَأْتُ عن البعير الحَقَبَ ، أَي دفعته ، أَي أَخَّرْته عنه ، قال أَبو منصور : والصواب فيه ما ذكرناه من بَسَطْتُه على الأَرض وأَنخْتُها عليه.
ويقال : القومُ تَدَارَءُوا إِذا تَدَافَعُوا في الخُصُومَةِ ونَحوِها واختلفوا ، كَادَّارَءُوُا.
ويقال : جَاءَ السَّيْلُ دَرْأً بفتح فسكون ويُضَمُّ إِذا انْدَرَأَ مِنْ مكَانٍ بعيدٍ لا يُعْلَمُ بِه ويقال : جاءَ الوادي دُرْأً ، بالضم ، إِذا سالَ بمطرِ وادٍ آخَرَ ، وقيل جاءَ دَرْأً : من بلدٍ بعيدٍ ، فإِن سالَ بمطرِ نَفْسِه قيل : سال ظَهْراً ، حكاه ابنُ الأَعرابيّ. واستعار بعضُ الرُّجَّاز الدَّرْءَ لِسَيَلَانِ الماءِ من أَفْوَاهِ الإِبل في أَجْوافِها ، لأَن الماءَ إِنما يَسيلُ هناك غَرِيباً أَيضاً ، إِذْ أَجواف الإِبل ليستْ مِن مَنابعِ الماءِ ولا مِن مناقِعِه فقال :
جَابَ لَهَا لُقْمَانُ فِي قِلَاتِهَا |
|
ماءً نَقُوعاً لِصَدَى هَامَاتِهَا |
تَلْهَمُه لَهْماً بِجَحْفَلَاتِهَا |
|
يَسِيلُ دَرْأً بيْنَ جَانِحَاتِهَا |
واستعار للإِبل الجَحافِلَ ، وهي لِذَوَاتِ الحوافِر ، كذا في اللسان.
والدَّرْءُ : المَيْلُ والعَوَجُ يقال : أَقَمْتُ دَرْءَ فُلانٍ ، أَي اعْوِجَاجَه وشَغْبَه (٦) قال المْتَلمِّس :
وَكُنَّا إِذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ |
|
أَقَمْنَا لَهُ مِنْ دَرْئِهِ ، فَتَقَوَّمَا (٧) |
والرواية الصحيحةُ «من مَيْلِه» ومنه قولهم : بِئْرٌ ذاتُ دَرْءٍ
__________________
(١) اللسان : فَجأة. وفي المقاييس : ودرأ فلان : إذا طلع مفاجأة.
(٢) اللسان : فَجْأَة.
(٣) في الأساس : درأ الكوكبُ : طلع كأنه يدرأ الظلام.
(٤) نص في اللسان على أن الغُدّة هي طاعون الابل.
(٥) اللسان : أي سواها يده وبسطها.
(٦) اللسان : «وشعبه» وفي المقاييس : فأما الدرء الذي هو الاعوجاج ، فمن قياس الدفع ، لأنه إذا اعوجّ اندفع من حد الاستواء إلى الاعوجاج.
(٧) ديوانه ص ١ اللسان والمقاييس ٢ / ٢٧٤.