يُضْرَب مَثلاً في شِدَّةِ الأَمرِ ، أَي رَكِبَتْ هذه المرأَةُ التي لها بَنُونَ فوارِسُ بَعِيراً صَعْباً عُرْياً من شِدَّةِ الجَدْبِ وكان البعيرُ لا خِطَام له ، وإِذا كانتْ أُمُّ الفوارسِ قد بَلَغ بها هذا الجَهْدُ فكيف غيرُها. ودَأْدَأَ في أَثَرِه إِذا تبِعَهُ مُقْتَفِياً له.
ودَأْدَأَ الشيءَ : حَرَّكه وَسَكَّنَه. وفي حاشية بعضِ نُسخ الصحاح : دَأْدَأَهُ : غَطَّاه ، فتدَأْدَأَ في الكُلِّ ، أَي حَرَّكه فتحرَّك ، وسَّكَنه فسَكن ، وغَطَّاه فتَغَطَّى وفي الحديث أَنه نَهَى عن صَوْمِ الدَّأْدَاءِ. قال أَبو عمرو : الدَّأْدَاءُ والدِّئْدَاءُ وزاد غيره الدُّؤْدُؤُ بالضم : آخِرُ الشَّهْرِ وقيل : يوم الشَّكِّ ، وفي التهذيب عن أَبي بكرٍ : الدَّأْدَاءُ : الليلة التي يُشَكُّ فيها أَمِنْ آخرِ الشهرِ الماضي هي أَم من أَوَّلِ الشهر المُقْبِل (١) ، قال الأَعشى :
تَدَارَكُه فِي مُنْصِلِ الآلِ بَعْدَمَا |
|
مَضَى غَيْرَ دَأْدَاءٍ وقد كَادَ يَعْطِبُ |
قال الأَزهريُّ : أَراد أَنه تَدَارَكَه في آخِرِ ليلةٍ من ليالي رجب أَو ليلةُ خَمْسٍ وعشرين وسِت وعشرين وسَبْعٍ وعشرين أَو ثَمَانٍ وعشرين وتِسْعٍ وعِشرين قاله ثعلب (٢). أَو ثَلاثُ لَيَالٍ مِن آخِرِه وهي ليالي المُحَاق ج الدَّآدِئُ وعن أَبي الهيثم : هي الليالي الثلاث التي بعد المُحاقِ وإِنما سُمِّينَ دَآدِئَ لأَن القَمر فيها يُدَأْدِئُ إِلى الغُيُوبِ ، أَي يُسرِع ، من دَأَدْأَةِ البعيرِ ، وقال الأَصمعيُّ في ليالي الشَّهْرِ :
وثَلَاثٌ مُحَاقٌ وثلاثٌ دَآدِئُ ، قال : والدَّآدِئُ الأَواخِرُ ، وأَنشد :
أَبْدَى لَنَا غُرَّةَ وَجْهٍ بَادِي |
|
كَزُهْرَةِ النُّجُومِ فِي الدَّآدِي |
وفي الحديث : «لَيْسَ عُفْرُ اللَّيالي كالدَّآدِئ» ، العُفْرُ : البِيض المُقْمِرة ، والدَّآدِئ : المُظْلِمَة ولَيْلَةٌ دَأْدَأٌ ودَأْدَأَةٌ (٣) ويُمَدَّانِ مُظلمة أَو شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ لاختفاءِ القَمَر فيها.
وَتَدَأْدَأَ الحَجَرُ تَدَحْرَجَ ، وكُلُّ ما تَدحرجَ بين يَدَيْكَ فذهب فقد تَدَأْدَأَ ، وَجَوَّز ابنُ الأَثير أَن يكون أَصلُه من تَدَهْدَهَ ، بالهاء فأُبْدِلَتْ هَمزةً. قلت : وقد وردَ ذلك في حديث أَبي هُريرةَ (٤).
وتدَأْدَأَتِ الإِبلُ : رَجَّعَت الحَنِينَ في أَجْوافِها كأَدَّتْ وتَدَأْدَأَ الخَبَرُ : أَبْطَأَ وتدَأْدَأَ حِمْلُه : مَالَ لثقله وتدأْدأَ الرجل في مَشْيِه : تَمَايَلَ لِعُذْرٍ أَو عُجْبٍ ودَأْدَأَ القَوْمُ وتَدَأْدَءُوا : تَزَاحَمُوا ، وفي العباب وأَفعال ابنِ القَطَّاع : ازدَحموا وتَدأْدأَ عنه : مَالَ فترجَّحَ به والدَّأْدَأَةُ : (٥) صَوتُ وَقْعِ الحَجَرِ على المَسِيلِ وفي العباب : وقْعُ الحجارَةِ في المَسيل ، ومثله في أَفعال ابنِ القَطَّاع ، ومثلُه في كتاب اللّيْث.
والدَّأْدَأَةُ : التَزاحُمُ كالدَّوْدَأَةِ ، وقال الفَرَّاءُ : سمعت له دَوْدَأَةً ، أَي جَلَبَةً.
والدَّأْدَأَةُ : صَوْتُ تَحْرِيك الصَّبِيِّ في المَهْدِ لينام.
والدَّأْدَاءُ ممدوداً : الفَضاءُ الواسِعُ ، عن أَبي مالك وقيل هو ما اتَّسَع من التِّلَاعِ والأَوْدِيةِ والأَرض كذا في العُباب.
* ومما يستدرك عليه :
الدَّأْدَأَةُ (٦) : عَجَلَةُ جَوَابِ الأَحمَقِ.
والدَّأْدِئُ : المُولَع باللهْو لا يكاد يتركُه ، قال الصاغاني : ذكره الأَزهريُّ في هذا التركيب ، فعلى هذا هو عنده مهموزٌ ، وذكره أَبو عُمَر الزاهدُ عن ثعلب عن عمْروٍ عَن أَبيه في ياقوتة الهادي غيرَ مهموزٍ ، وسيأْتي.
[دبأ] : دبَّأَهُ وعلَيْهِ تَدْبِيئاً : غطَّاهُ وغَطَّى عليه وَوَارَاهُ كذَا عن أَبي زيد.
ودَبَأ كَمنَع : سَكَنَ وفي حاشيةِ بعض نُسخ الصحاح دبَأَه بالعصا دَبْأً : ضَرَبَه بها ، ومثله في العباب.
وعن ابن الأَعرابيّ الدَّبْأَةُ بفتح فسكون : الفِرارُ وأَما الدُّبَّاءُ ، فسيأْتي في دبب ، وذكره المناوي في إِحكام الأَساس هاهنا.
[دثأ] : الدَّثَئِيُّ كَعَرَبِيّ : مَطَرٌ يَأْتِي بَعْدَ اشْتِدادِ الحَرِّ لغة في الدَّفَئِيّ بالفاء ، وقال الليث : هو الذي يَجيء إِذا قَاءَت الأَرضُ الكَمْأَةَ والدَّثَئِيُّ أَيضاً : نِتَاجُ الغَنَمِ في الصَّيْفِ صِيغَ صِيغةَ النَّسَبِ وليس بنَسبٍ.
__________________
(١) في الجمهرة ١ / ١٦٧ : الدَّأْداء آخر ليلة من الشهر الحرام.
(٢) اللسان عن ثعلب : العرب تسمي ليلة ثمان وعشرين وتسع وعشرين الدآديء.
(٣) اللسان : وليلة دأدأءُ ودأداءةٌ شديدة الظلمة.
(٤) الحديث في النهاية : «وَبْرٌ تَدَأْدَأَ من قدوم ضأن» وشرحه فيه.
(٥) اللسان : الدأداء.
(٦) اللسان والتهذيب : الدأداء.