وقال أَبو زيد : حَنَّأَه أَي رأسه تَحْنِيئاً وتَحْنِئَةً : خَضَبُه بِالحِنَّاء ، فَتَحَنَّأَ وقال أَبو حنيفة الدينوري : تَحَنَّأَ الرجل من الحِنَّاء ، كما يقال : تَكَتَّم من الكَتَم ، وأَنشد لرجل من بني عامر :
تَردَّدَ في القُرَّاص حتَّى كأَنما |
|
تَكَتَّمَ مِنْ أَلْوَانِهِ وتَحَنَّأَ |
والحِنَّاءَة بالكسر والمدّ : اسم رَكِيَّة في ديار بني تَميم ، قال الأَزهريّ : وقد وردتها ، وفي مائها صُفْرة.
وابنُ حِنَّاءَة اسْم رجل ، ذكره جَرِير في شِعرِه يَفخر على الفرزدق ، يأْتي في قعنب.
والحِنَّاءَتَانِ : رَمْلَتانِ في ديار بني تميم ، وقيل : نَقَوَانِ أَحمران من رمْلِ عَالِج ، قاله الجوهريّ ، وفي المَراصد : شُبِّهتا بالحِنَّاء لحمرتهما ، وقال أَبو عبيد البكري : هما رابيتانِ في ديار طيّىء.
ووادِي الحِنَّاءِ واد (م) معروف ينبت الحِنّاءَ الكثير بين زَبِيدَ وتَعِزَّ على مَرْحلتين من زَبيد ، قال الصاغاني : وقد رأَيتُه عند اجتيازي من تَعِزّ إِلى زبيد.
[حوأ] : حَاءٌ بالمد والتنوين : اسمُ رجل ، وإِليه نُسب بئر حاء بالمدينة ، على أَحد الأَقوال وسيُعادُ في الأَلفِ الليِّنة في آخِر الكتابِ إِن شاءَ الله تعالى ونذكر هناك ما يتعلّق به (١).
فصل الخاء المعجمة
مع الهمزة
[خبأ] : خَبَأَهُ كمنَعَه يَخْبَؤُه خَبْأً : سَتَره ، كَخَبَّأَهُ تَخْبِئَةً واخْتَبَأَهُ قد جاءَ متعدِّياً كما سيأْتي ، ويقال : اخْتبأْتُ منه أَي استترت وامرَأَةٌ خُبَأَةٌ كهُمَزةٍ : لازِمَةٌ بَيْتَهَا (٢) وفي الصحاح والعباب : هي التي تَطَّلِع ثم تَختبِىء. قال الزِّبرقانُ بن بَدْر : إِن أَبغض كَنائني إِليَّ الخُبَأَةُ الطُّلَعة ، ويروى الطُّلَعَة القُبأَة (٣) وهي التي تَقْبَعُ رأْسها أَي تُدخِله.
والخَبْءُ : ما خُبِئَ وغَابَ ويكسر ، سُمّي بالمصدر كالخَبِيءِ على فَعيل والخَبيئَة وجمع الأَخير خَبَايا ، وفي الحديث : «الْتَمِسُوا (٤) الرِّزق في خَبايَا الأَرض» معناه ما يخبؤه الزُّرَّاع من البَذْرِ ، فيكون حَثًّا على الزِّراعة (٥) ، أَوْ ما خَبأَه اللهُ عزوجل في معادن الأَرض ، والقياس خَبَائئُ بهمزتين المنقلبة عن ياءِ فَعِيلة ولام الكلمة ، إِلا أَنه استثقل اجتماعهما فقلبت الأَخيرة ياءً ، لانكسار ما قبلها ، فاستثقلت ، والجمع ثقيلٌ ، وهو مع ذلك معتلٌّ ، فقلبت الياءُ أَلفاً ، ثم قلبت الهمزة الأُولى ياءً لخفائها بين الأَلفين.
والخَبْءُ من الأَرض : النباتُ ، والخَبْءُ من السماء : المَطَرُ (*) قاله ثعلب ، قال الله تعالى : (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٦) قال الأَزهريّ : الصحيح والله أَعلم أَن الخَبْءَ كُلُّ ما غَاب ، فيكون المَعنى : يَعلم الغَيْبَ في السموات والأَرض ، وقال الفَرَّاءُ : الخبءُ مهموز هو الغَيْب.
وخَبْءٌ ع بِمَدْيَنَ وخَبْءٌ وَادٍ بالمَدِينة جَنْب قُبَا ، كذا في المَراصد.
والخبأة (٧) بِهَاءٍ : البِنْتُ وفي المثل : «خبأَةٌ خيرٌ من يَفَعَة سَوْءٍ» وسَمّى أَبو زيد سعيدُ بن أَوس الأَنصاري كتاباً من كتبه كتاب الخبأَة ، لافتتاحه إِياه بذكر الخبأَة بمعنى البنت ، واستشهاده عليها بهذا المثل.
وقال الليث : الخِبَاءُ كَكِتَابٍ مَدّته همزة سِمَةٌ تُخْبَأُ (٨) في مَوْضِعٍ خَفِيٍّ من الناقة النَّجِيبةِ وإِنما هي لُذَيْعَةٌ بالنار ج. أَخْبِئَة مهموز والخِباءُ من الأَبْنِيَةِ م أَي معروف ، والجمع كالجمع. في المصباح : الخِباء : ما يُعْمَل من صوفٍ أَو وَبر ، وقد يكون من شَعَرٍ ، وقد يكون على عَمودَيْنِ أَو ثلاثة ، وما فوق ذلك فهو بيت أَو هي يَائِيَّة وعليه أَكثرُ أَئمة اللغة ، وقال بعض : هي واوية ولكن أَكثر شذوذاً
__________________
(١) ويستدرك هنا : قال ابن بري : حاء : أمر للكبش السفاد. وحاء ممدودة قبيلة. قال الأزهري : وهي في اليمن حاءٌ وحكم. الجوهري : حاء حي من مذحج. قال ابن بري : بنو حاء من جشم بن معبد. عن اللسان «حا».
(٢) اللسان : تلزم بيتها وتستتر. وفي الأساس : تخنس بعد الاطلاع. وفي المقاييس : الجارية تُختبأ. وفي المجمل : والخبأة على فعلة : الجارية التي تخبأ من الناس مرة وتظهر أخرى.
(٣) اللسان : القبعة.
(٤) النهاية : «ابتغوا» ، اللسان : «اطلبوا».
(٥) في النهاية : أراد بالخبايا : الزرع ، لأنه إذا ألقى البذر في الأرض فقد خبأه فيها. (وانظر اللسان).
(*) بالقاموس : القَطْرُ.
(٦) سورة النمل : ٢٥.
(٧) اللسان : خُبأة.
(٨) اللسان : توضع.