الرجُل يَجْنَأُ (١) عَلَيْهَا ، أَي يُكِبُّ ويَمِيلُ عليها لِيَقِيَهَا الحِجَارة. وجَنَأَت المرأَة على الوَلَد : أَكبَّت عليه قال :
بَيْضَاء صَفْراء لم تَجْنَأْ عَلَى وَلَد |
|
إِلَّا لِأُخْرَى وَلَمْ تَقْعُدْ عَلَى نَارِ |
وقال ثعلب : جَنَأَ : أَكَبَّ يُكَلِّمه ، وعن الأَصمعيّ : جَنَأَ يَجنَأُ جُنُوءًا إِذا انكبَّ على فَرَسه يَتَّقي [الطعْنَ] (٢). قال مالكُ بن نُويرة :
ونَجَّاكَ مِنَّا بَعْدَ مَا مِلْتَ جَانِئاً |
|
وَرُمْتَ حِيَاضَ المَوْتِ كُلَّ مَرَامِ |
وجَانَأَ عليه وتَجَانَأَ كاجْتَنأَ إذا أَكَبَّ عليه.
وجَنِئَ كَفرِحَ : أَشْرَفَ كَاهِلُه على صَدْرِه ، فهو أَجْنَأُ بَيِّن الجَنَإِ ، قاله الليث ، وقيل : هو مَيْلٌ في الظَّهْر وَاحْدِيَدابٌ (٣) ، وهي جَنْوَاءُ ، قال الأَصمعي : إِذا كان مُستقيمَ الظهرِ ثم أَصَابَه جَنَأٌّ فهو أَجْنَأُ ، وأَنكر الليث أَن يكون الجَنَأُ الاحْدِيدَابَ (٤) وعن أَبي عمرو رجل أَجْنَأُ وأَدْنَأُ ، مَهموزانِ بمعنى الأَقعس ، وهو الذي في صَدْرِه انكبابٌ إِلى ظَهْرِه ، وظَلِيمٌ أَجْنَأُ ونَعامَة جَنْآءُ ، ومن حذف الهمزَة قال جَنْوَاءُ ، وأَنشد :
أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذَنَيْنِ أَجْنَا
والْمُجْنَأُ بِالضَّمِّ : التُّرْسُ سُمِّي به لِاحْدِيدَابِهِ (*) وَمَيْلِه ، قال أَبو قَيْس بن الأَسلت :
أَحْفِزُها عَنِّي بِذِي رَوْنَقٍ |
|
مُهَنَّدِ كَالمِلْحِ قَطَّاعِ |
صَدْقٍ حُسَامٍ وَادِقٍ حَدُّهُ |
|
وَمُجْنَاءٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ |
والمُجْنَأَة بِهَاءٍ : حُفْرَةُ القَبْرِ قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّة الهُذلِيّ :
إِذَا مَازَارَ مُجَنَأَةً عَلَيْهَا |
|
ثِقَالُ الصَّخْرِ وَالخَشَبُ القَطِيلُ |
والجَنْآءُ كَحَمْراءَ : شَاةٌ ذَهَبَ قَرْنَاهَا أُخُراً عن الشيباني ، وِفي العُباب : التركيب يَدلُّ على العطف على الشيء والحُنُوِّ عليه (٥).
[جوأ] : يَجُوءُ بالواو لُغَةٌ في يَجِيءُ بالياء.
وجَاءٌ بالتنوين اسمُ رَجُل ذكروه والأَشبه أَن يكون مُصَحَّفاً عن حاء ، بالمهملة ، كما سيأْتي.
والجُوءَةُ بالضَّمِّ قَرْيتَانِ باليَمنِ في نَجْدِها (٦) أَوْ هِيَ جُؤَة كَثُبَةٍ.
* ومما يستدرك عليه :
الجَاءَةُ والجُؤْوَة ، وهو لَوْنُ الأَجْأَى ، وهو سَوادٌ في غُبْرةٍ وحُمْرةٍ (٧).
* ويستدرك أَيضاً :
[جهجأ] : جَهْجَأَه الرجلُ زجره ودَفعه ، وقد جاءَ في الحديث ، هكذا قال ابنُ الأَثير (٨) ، أَراد جَهْجَههُ فأَبدَل الهمزة هاءً لِقُرْبِ المَخرج ، نقلَه شيخُنَا.
[جيأ] : جَاءَ الرجل يَجِيءُ جَيْئاً وجَيْئَةً بالفتح فيهما ، والأَخير من بناء المَرّة وُضِع مَوضِع أَصْلِ المصدر للدَّلالة على مُطْلق الحَدَث ومَجِيئاً وهو شاذٌّ ، لأَن المصدر من فَعَل يَفْعِل مَفْعَلٌ بفتح العين ، وقد شَذَّت منه حُروفٌ فجاءَت على مَفْعِل كالمَجِيءِ والمَعيش والمَكِيل والمَصِير والمَسِير والمَحِيد والمَمِيل والمَقِيل والمَزِيد والمَعِيل والمَحيص والمَحِيض : أَتَى قال الراغب في المُفردات : المَجيء هو الحُصول. قال : ويكون في المعاني والأَعيان فـ (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ) (٩) حقيقةٌ كما هو ظاهرٌ. وجاءَ كذا : فَعَله ، ومنه (لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا) (١٠) ويرد في كلامهم لازماً ومُتعدّياً ، نقله شيخنا. وحَكى سِيبويه عن بعض العرب : هو يَجِيك ، بحذف الهمزة. والاسْمُ منه الجِيئَة كالجِيعَةِ بالكسر ويقال :
__________________
(١) اللسان والنهاية : يُجْنيءُ.
(٢) عن اللسان.
(٣) زيد في اللسان : وقيل : في العنق. وقال في العين (جنأ) : والأجنأُ الذي في كاهله انحناء على صدره ، وليس بالأحدب.
(٤) وهو ما ذهب إليه الخليل ، أما في المجمل : والجنأ : الاحديداب.
(*) في القاموس : لا حَدِيدَ به وهو خطأ وأثبتا الصواب.
(٥) انظر المقاييس (جنأ).
(٦) معجم البلدان ؛ الجوءة بالضم وبعد الواو الساكنة همزة ، وهاء ، بلد قريب من الجند من أرض اليمن ، والجوءة أيضاً من قرى زبيد باليمن.
(٧) زيد في اللسان : وقيل غبرة في حمرة ، وقيل كدرة في صُدْأة.
(٨) اللسان والنهاية.
(٩) سورة النصر الآية ١.
(١٠) سورة مريم الآية ٢٧.