وقال الليث : تَجَأْجَأَ الرجلُ : كَفَّ ، وأَنشد :
سَأَنْزعُ مِنْكَ عِرْسَ أَبِيكَ إِنِّي |
|
رَأَيْتُكَ لَا تَجَأْجَأُ عَنْ حِمَاها |
وتَجأْجأَ : نَكصَ ، وتأَخر ، وانْتَهَى ، وتَجأْجأَ عنه : هَابَه ، وقال أَبو عمرٍو : فُلانٌ لا يَتجأْجَأُ عن فلانٍ ، أَي هو جَريءُ عليه.
[جبأ] : جَبَأَ عنه كَمَنَعَ وفَرِحَ : ارتدَعَ وهاب ، وقال أَبو زيد : جَبَأْتُ عن الرجُلِ جَبْأً وجُبُوءًا : خَنَسْتُ عنه ، وأَنشد لنُصَيْب بن أَبي مِحْجَن (١) :
فَهَلْ أَنا إِلَّا مِثْلُ سَيِّقَةِ العِدَا |
|
إِنِ اسْتَقْدَمَتْ نَحْرٌ وَإِنْ جَبَأَتْ عَقْرُ (٢) |
وجَبأَ الشيءَ : كَرِهَ ، وجَبَأَ عليه الأَسْوَدُ ، أَي خَرَجَ عليه حَيَّةٌ مِن جُحْرها وكذلك الضبعُ والضَبُّ واليَرْبُوع ، ولا يكون ذلك إِلا أَنْ يُفْزِعَك ، ومن ذلك : جَبَأَ على القوم : طَلَع عليهم مُفاجَأَةً ، وفي حديثِ أُسامَة : «فَلَمَّا رَأَوْنَا جَبَئُوا مِنْ أَخْبِيَتِهِم» أَي خَرجوا منها وجَبَأَ وجَبِئَ أَي تَوَارَى ، ومنه جَبَأَ الضبُّ في جُحْرِه (٣).
وجبَأَ وجَأَبَ : بَاعَ الجَأْبَ ، من باب القلب ، أَي المَغْرَةَ عن ابن الأَعرابيّ.
وجَبأَ عُنُقَه : أَمَالَها. وجَبَأَ البَصَرُ : نَبَا وكَرِهَ الشيء ، قال الأَصمعيُّ : يقال للمرأَة إِذا كانت كَرِيهةَ المنظرِ لا تُستَحْلَى : إِن العَينَ لَتَجْبَأُ عنها ، وقال حُميدُ بنُ ثَوْرٍ الهلاليُّ :
لَيْسَتْ إِذَا سَمِنَتْ بِجَابِئةٍ |
|
عَنْهَا العُيُونُ كَرِيهَةِ المَسِّ |
وجَبَأَ السَّيفُ : نَبَا ولم يُؤَثِّر. والجَبْءُ : الكَمْأَةُ ، الحمراءُ ، قاله أَبو زيدٍ ، وقال ابنُ أَحمر : هي التي تَضْرِب إِلى الحُمرة ، كذا في المُحكم ، وعن أَبي حنيفة : الجَبْأَةُ هَنَةٌ بيضاءُ كأَنَّها كَمْءٌ ، ولا يُنْتَفع بها ، وخالفهم ابنُ الأَعرابيِّ فقال : الجَبْأَةُ الكَمْأَةُ السَّوْدَاءُ ، والسُّودُ خِيارُ الكمأَةِ. والجَبْءُ : الأَكَمَةُ ، والجَبءُ أَيضاً : نُقَيْرُ (٤) في الجَبَلِ يَجْتَمِع فيه الماءُ من المطَر ، عن ابن (٥) العَمَيْثَلِ الأَعرابيِّ. وفي التهذيب : الجَبْءُ حُفرةٌ يَستَنْقِع فيها الماءُ ج أَجْبُؤٌ كَفَلْسٍ وأَفْلُسٍ وَجِبَأَةٌ كَقِرَدَةِ ، ومثَّلَه في العْباب بقوله : مِثاله فَقْعٌ وفِقَعَة وغَرْدٌ وغِرَدَة ، وهذا غير مَقِيس ، كما في المحكم ، وعن سيبويه : تَكسير فَعْلٍ على فِعَلَة ليس بالقياس ، وأَمَّا الجَبْأَةُ فاسمٌ للجمعِ ، لأَن فَعْلَة ليست من أَبنية الجُموع ، وقال ابنُ مالك عن أَبي الحسن : إِنه مسموع لكنه قَليلٌ وَجَبَأُ كَنَبَإِ ، هكذا بتقديم النون على الموحَّدة ، حكاه كراع ، وفي اللسان (٦) : إِن صح عنه فإِنَّمَا هو اسمٌ لجمع جَبْءٍ وليس بجَمْع له ، لأَن فَعْلاً بسكون العين ليس مما يُجْمَع على فَعَلٍ (٧) بفتح العين وفي بعض النسخ كبنأَ بتقديم الموحدة على النون وهو تصحيف.
وأَجْبَأَ المكانُ : كَثُرَ به الكَمْءُ (٨) وهي أَرْضٌ مَجْبَأَةٌ.
وأَجْبأَ الزرْعَ : باعَه قبل بُدُوِّ صَلَاحِه أَو إِدراكه ، وجاءَ في حديثِ النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا هَمْزٍ ، للمُزاوجَة ، وهو : «من محمد رسول الله إِلى الأَقْيَالِ العَبَاهِلَة من أَهل حَضْرَمَوْتَ بإِقامِ الصلاة وإِيتاء الزَّكاة ، على التَّيْعَةِ شَاةٌ ، والتِّيمَةُ لِصاحبها ، وفي السُّيُوبِ الخُمس ، لا خِلَاطَ ولا وِرَاطَ ، ولا شِنَاقَ ولا شِغَار ، ومن أَجْبَى فقد أَرْبَى ، وكُلُّ مُسْكرٍ حَرامٌ».
وأَجبأَ الشيءَ : وارَاهُ ، ومن ذلك قولهم : أَجبأَ الرجُلُ إِبلَه إِذا غيَّبَها عن المُصدِّق ، قاله ابنُ الأَعرابيّ.
وأَجبأَ على القَوْمِ : أَشرَف عليهم.
والجُبَّأُ كَسُكَّرٍ ، وعليه اقتصَر الجوهريُّ والطَرابلسيُّ ويُمَدُّ ، حكاه السيرافيُّ عن سيبويهِ : الجَبَانُ. قال مَفروقُ بن عَمْرِو بن قيسِ بن مَسعودِ بن عامرٍ الشيباني يَرثي إِخوتَه قَيْساً ، والدَّعَّاءَ ، وبِشْراً ، القَتْلَى في غَزْوةِ بارِقٍ بِشَطِّ الفَيْضِ :
أُبَكِّي على الدَّعَّاءِ فِي كُلِّ شَتْوَةٍ |
|
وَلَهْفِي عَلى قَيْسٍ زِمَامِ الفَوَارِسِ |
__________________
(١) هو نصيب بن رباح ، وكنية نصيب أبي محجن (الأغاني).
(٢) العين ، التهذيب ، اللسان بدون نسبة.
(٣) اللسان : إذا استخفى.
(٤) اللسان : نقرة.
(٥) اللسان : أبي.
(٦) اللسان باختلاف العبارة.
(٧) اللسان : فِعَلٍ ، هكذا ضبطت.
(٨) عن القاموس ، وبالأصل : الجبأة ، وفي الصحاح : أي كثرت كمأتها ، وفي اللسان : كثرت جبأتها.