يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) (١).
وكانا مدة حياتهما إذا اتفق سبق أحدهما إلى المسجد وجاء الآخر يقتدي به في الصلاة ، بل كان كلّ منهما إذا صنّف شيئا عرضه على الآخر ليراجعه فيتفقان فيه على ما يوجب التحرير ، وكذا إذا رجّح أحدهما مسألة وسئل عنها الآخر يقول : ارجعوا إليه فقد كفاني مؤنتها (٢).
قال في الدر : بلغ من التقوى والورع أقصاهما ، ومن الزهد والعبادة منتهاهما ، ومن الفضل والكمال ذروتهما وأسناهما ، وكان لا يجوز قوت أكثر من أسبوع أو شهر ـ الشك مني فيما نقلته عن الثقات ـ لأجل القرب إلى مساواة الفقراء والبعد عن التشبّه بالأغنياء.
قال : وسمعت من بعض مشايخنا وغيرهم ، أنّه لما حجّ كان يقول لأصحابه : نرجو من الله سبحانه أن نرى صاحب الأمر عليهالسلام فإنّه يحج في كل سنة ، فلمّا وقف بعرفة أمر أصحابه أن يخرجوا من الخيمة ليتفرّغ لأدعية عرفة ويجلسوا خارجها مشغولين بالدعاء ، فبينما هو جالس إذ دخل عليه رجل لا يعرفه فسلّم وجلس ، قال : فبهت منه ولم أقدر على الكلام ، فكلّمني بكلام ـ نقل لي ولا يحضرني الآن ـ وقام ، فلمّا قام وخرج خطر ببالي ما كنت رجوته وقمت مسرعا فلم أره ، وسألت أصحابي ، قالوا : ما رأينا أحدا دخل عليك ، وهذا معنى ما سمعته (٣).
وقال المحدّث الجزائري في الأنوار النعمانية : وقد حدّثني أوثق مشايخي أنّ السيد الجليل محمّد ـ صاحب المدارك ـ والشيخ المحقق الشيخ حسن ـ
__________________
(١) الأحزاب ٣٣ : ٢٣.
(٢) الدر المنثور ٢ : ١٩٩.
(٣) الدر المنثور ٢ : ١٩٩ ـ ٢٠٩.