نفيسة في فنون العلم خصوصا قد بذل مجهوده لهدم بنيان الشبهات الفخرية في شرحه للإشارات :
تا طلسم سحرهاى شبهه را باطل كند |
|
از عصاى كلك او آثار ثعبان آمده(١) |
قال : وكان مولده بمشهد طوس ، في يوم السبت الحادي عشر من شهر جمادى الاولى ، وقت طلوع الشمس بطالع الحوت ، سنة سبع وتسعين وخمسمائة. ونشأ بها.
واشتغل بالتحصيل في العلوم المعقولة عند خاله ، ثم انتقل إلى نيشابور وبحث مع فريد الدين الداماد وقطب الدين المصري ، وغيرهما من الأفاضل الأماجد.
وفي المنقول : تلميذ والده ، ووالده تلميذ السيد فضل الله الراوندي ، وهو تلميذ السيد المرتضى علم الهدى رضي الله عنه.
ثم اختلج في خاطره الخطير ترويج مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، فلمّا انزجر خاطره بسبب خروج المخالفين في بلاد الخراسان والعراق توارى في الأطراف متفكرا متحزّنا ، حتى استطلبه ناصر الدين محتشم حاكم قوهستان من قبل علاء الدين ملك الإسماعيلية ، فاتصل المحقق به فاغتنم المحتشم صحبته ، واستفاد منه عدّة فوائد ، وصنّف المحقق الأخلاق الناصري باسمه ، ومكث عنده زمانا.
فلما كان مؤيّد الدين العلقمي القمي الذي هو من أكابر فضلاء الشيعة في ذلك الزمان وزير المستعصم الخليفة العباسي في بغداد ، أراد المحقق دخول
__________________
(١) وترجمته :
ليبطل سحر الشبهات ، ظهر من قلمه آثار الثعبان.