مذهبهم ما لا يحصى ، ويكتبه بخطّه ويجيزه من مؤلّفه ، وكيف يبيّن العلامة له تلك المسائل المخالفة لضروري مذهبهم ، ثم يجيزه رعاية للتقية؟ هذا مما تضحك منه الثكلى.
ومن ذلك يظهر ما في ( يج ) قوله : استصلاحا. إلى آخره.
يد ـ قوله : وذلك لغاية مطبوعيته إلى آخره ، إن كان المراد سبب إجازة العلامة ، ففيه أنه لم يكن له هذا الاشتهار في وقت الإجازة ، فإنه بقي بعد الإجازة ـ على ما يظهر من تاريخها وتاريخ وفاته بنص الشهيد ـ خمسة وخمسين سنة ، فكيف يتصوّر أنّه وقت الإجازة كان متبوعا عند سائر الطوائف الإسلامية؟! وإن كان الغرض علّة تصريح الشهيد ، ففيه ما تقدم من أنّها تقتضي عكس مراده.
يه ـ قوله : وكذلك تصريح شيخنا إلى آخره ، فإنه تخرّص من غير أدنى مستند ، وليس في كلامه ـ هنا وفي غير المقام ـ إشارة إلى ذلك ، ولا يزال علماؤنا الأعلام يوثّقون ويضعّفون ويقدحون ويمدحون ، بنصّ أحد منهم على أحد ، من غير استناد إلى غيره ، من غير فحص وسؤال عن مأخذه ومستنده. هذا المحقق صاحب المعالم يقول في حقّ والده الشهيد ـ لمّا رآه وثق عمر بن حنظلة لرواية له في الوقت ـ : إنه لو لم يذكر مستند التوثيق لأخذنا منه توثيقه إياه ، ولكن الخبر لا دلالة فيه على مراده (١). وعلى ما ذكره لا بدّ من سدّ هذه الأبواب التي فتحها الأصحاب ، ولا يبالي بذلك من نسبهم كافّة إلى القصور والتوهم.
يو ـ قوله : وإلاّ فهو. إلى آخره.
قال المحقق الثاني في إجازته لصفي الدين : وقد اتفق لي في الأزمنة السابقة بذل الجهد ، واستفراغ الوسع ، مدّة طويلة ، في تتبع مشاهير مصنفاتهم
__________________
(١) منتقى الجمان ١ : ١٩.