وقال رحمهالله في ترجمة الشيخ رحمهالله : وحكى لي بعض الأعلام أنه سمع من المولى الفاضل ، والحبر الكامل ، قاضي معزّ الدين محمّد أقضى القضاة في مدينة أصفهان ، أنه قال : رأيت ليلة من الليالي في المنام أحد أئمتنا عليهمالسلام فقال لي : اكتب كتاب مفتاح الفلاح وداوم العمل بما فيه ، فلمّا استيقظت ولم أسمع اسم الكتاب قطّ من أحد ، فتصفّحت من علماء أصفهان فقالوا : لم نسمع اسم هذا الكتاب ، وفي هذا الوقت [ كان ] الشيخ الجليل مع معسكر السلطان في بعض نواحي إيران فلمّا قدم الشيخ رحمهالله بعد مدّة في أصفهان تفحصت منه أيضا عن هذا الكتاب ، فقال : صنّفت في هذا السفر كتاب دعاء ، ووسمته بمفتاح الفلاح (١) ، إلاّ أنّي لم أذكر اسمه لواحد من الأصحاب ، ولا أعطيت نسخته للانتساخ لأحد من الأحباب ، فذكرت للشيخ المنام ، فبكى الشيخ ، وناولني النسخة التي بخطه ، وأنا أوّل من أنتسخ ذلك الكتاب من خطه طاب ثراه (٢).
ومن تمام نعم الله تعالى على هذا الشيخ الذي أسبغ عليه نعمة الظاهرة والباطنة والدنيا والآخرة ، أن رزقه الله تعالى زوجة عالمة صالحة ، قال في الرياض : بنت الشيخ علي المنشار فاضلة عالمة فقيهة ـ ولم أعلم اسمها ـ محدّثة ، وكانت زوجة شيخنا البهائي ، وقد قرأت على والدها ، وقد سمعنا من بعض المعمرين الثقات الذي شاهدها في حياتها أنّها كانت تدرّس في الفقه والحديث ونحوهما ، وكانت النسوان يقرأن عليها ، وقد ورثت من أبيها أربعة آلاف مجلّد
__________________
(١) في آخر مفتاح الفلاح : فرغت من تأليفه مع تراكم أفواج العلائق وتلاطم أمواج العوائق وتوزع البال بالحلّ والترحال في أوائل العشر الثاني من الشهر الثاني من السنة الخامسة من العشر الثاني بعد الألف ببلدة كنجه ، وأنا أقل الأنام محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي. إلى آخره. ( منه قدسسره )
(٢) محبوب القلوب : غير متوفر لدينا.