حرف الهمزة
باب الثنائى المضاعف
الهمزة (١) والياء
أ ي ى
* أَيٌ : حَرْفُ استِفْهامٍ عمَّا يَعْقِلُ وما لا يَعْقِلُ ، وقولُه :
وأَسْمَاءُ ما أَسْمَاءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْ |
|
إِلَىَّ وأَصْحَابِى بأَيَ وأَيْنَمَا(٢) |
فإنه جَعَلَ (أَيّ) اسْمًا للجِهَةِ ، فلما اجْتَمَع فيه التَّعرِيفُ والتَّأنِيثُ مَنَعَهُ الصَرْفَ ، وأمَّا (أَيْنَما) فَقَد تَقَدَّم ، وقولُ الفَرَزْدَقِ :
تَنَظَّرْتُ نَصْرًا والسِّماكَيْنِ أَيْهُما |
|
عَلَىَّ من الغَيْثِ استَهَلَّتْ مَوَاطِرُهْ(٣) |
إنما أراد : أيُّهُما ، فاضْطُرَّ فحذَفَ كما حذَفَ الآخَرُ فى قَولِه :
بَكِّى بعَيْنكِ واكِفَ القَطْرِ |
|
ابنَ الحَوَارِى العَالِىَ الذِّكْرِ(٤) |
إنما أراد ابنَ الحَوَارِىِّ فحذف الأخيرَةَ من ياءَىِ النَّسَب اضْطِرَارًا.
وقالُوا : لأَضْرِبَنَ أَيُّهُم أَفْضَلُ وأَىٌ أَفْضَلُ ، (أَىّ) مَبْنِيَّةٌ عِندَ سِيبَوَيهِ ، فَلذِلِكَ لم يَعْمَلْ فيها الفِعْلُ ، قال سِيبَوَيهِ : وسَأَلْتُ الخَلِيلَ ـ رحمَهُ اللهُ ـ عن أيِّي وأَيُّكَ كان شَرّا فأَخْزَاهُ اللهُ فقال : هذا كقولِكَ : أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّى ومِنْكَ ، إنما تريدُ مِنَّا ، فإنما أَرادَ أَيُّنا كانَ شَرّا ، إلا أنهما لم يَشتَرِكَا فى أَيٍ ولكنَّهُما أَخْلَصَاهُ لِكُلِّ واحدٍ منهما ، قال سِيبَويْهِ : وقالوا : كَأيِّنْ رَجُلاً قد رَأَيْتُ ، زَعَمَ ذلك يُونُسُ ، وكَأَيِّنْ قد أَتَانى رَجُلاً ، إلَّا أنَّ أكْثَرَ العَرَبِ إنما يَتَكَلَّمُونَ بها مع (مِنْ) ، قال اللهُ ـ عزوجل ـ : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) [الحج : ٤٨] قال : ومَعْنَى (كَأَيِّنْ) مَعْنَى (رُبَّ) ، قال : وإن حَذَفْتَ (مِنْ) (٥) فَهْوَ عَرَبِىٌّ ، وقال الخليلُ : إن جَرَّ بِها أَحَدٌ من [العرب](٦)
__________________
(١) فى الأصل المخطوط بهمزة قطع.
(٢) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ٧ (الحاشية) ، ولسان العرب (أين) ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٢٣٩ ، ولسان العرب (منن) ، (أيا).
(٣) البيت للفرزدق فى ديوانه ١ / ٢٨١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٩٣ ولسان العرب (حير) ، (أيا).
(٤) البيت لعبيد الله بن قيس الرقيَّات فى ملحق ديوانه ص ١٨٣ ، وفى لسان العرب (حور) ، (أيا) ، (دوا).
(٥) فى المخطوط : (من وما). و (ما) ليست فى اللسان : (أيا).
(٦) من اللسان : (أيا).