رُوْيَدَ عَلِيّا جُدَّ مَا ثَدْىُ أُمِّهم |
|
إِلَيْنَا ولَكِنْ بُغْضُهُم مُتَمَائِنُ(١) |
معناه : قديم ، وهو من قولهم : جاءنى الأمر وما مأنْتُ فيه مأنَةً أى : ما طلبته ولا أطلت التعب فيه ، والتقاؤهما إذًا فى معنى الطول والبعد ، وهذا معنى القِدَمِ.
وقد روى متماين بغير همز فهو ؛ حينئذ من المَيْنِ ، وهو الكذب.
* وإنه لَمَئِنَّةٌ من كذا أى : خَلِيقٌ ، وقوله أنشده أبو عبيد :
فَتَهامَسُوا سِرّا فَقَالوا : عَرِّسُوا |
|
مِنْ غَيْر تَمْئِنَةٍ لغَيْر مُعَرَّسِ (٢) |
يجوز أن يكون تَفْعِلةً من المَئِنَّةِ التى هى الموضع المُخْلَقُ للنزول فى غير موضع تعريس ولا علامة تدلهم عليه.
وقال ابن الأعرابى : هو تفعلة من المَؤُنَةِ التى هى القُوتُ ، وعلى ذلك استشهد بالبيت ، وقد تقدم أنه مَفْعِلَةٌ فهو على هذا ثنائى ، وقد تقدم.
مقلوبه : أ م ن
* الأَمْنُ : نقيض الخوف ، أَمِنَ أمْنًا وإمْنًا ـ حكى هذه الزجاج ـ وأَمَنًا وأَمَنَةً وأمَانًا ، وقوله تعالى : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً) [البقرة : ١٢٥] قال أبو إسحاق : أراد ذا أَمْنٍ فهو آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِينٌ ـ عن اللحيانى.
وفى التنزيل : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [التين : ٣] أى : الآمِنِ ، يعنى : مكة ، وقوله :
أَلَمْ تَعْلَمِى يَا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّنى |
|
حَلَفْتُ يَمِيْنًا لا أَخُونُ أَمِيْنِى(٣) |
إنما يريد آمِنِى ، وقوله تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ) [الدخان : ٥١] أى : قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ.
* وأنت فى آمِنٍ أى : فى أَمْنٍ ، اسم كالفَالِج.
* ورجل أُمَنَةٌ وأَمَنَةٌ أى يأمَنُ كُلَّ أحدٍ ، وقيل : يأمنه الناس ولا يخافون غائلته.
* وأُمَنَةٌ أيضًا : موثوق به مأمون ، وكان قياسه أُمْنَةٌ ، ألا ترى أنه لم يعبر عنه إلا بمفعول؟.
__________________
(١) البيت لمالك بن خالد الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٤٤٧ ، وللهذلى فى لسان العرب (مأن) ، وتاج العروس (مأن).
(٢) البيت للمرار الفقعسى فى ديوانه ص ٤٥٩ ، ولسان العرب (أنن) ، (مأن) وتهذيب اللغة ١٥ / ٥٠٩ ، ٥٦٣ ، وتاج العروس (مأن) ، (همس).
(٣) البيت بلا نسبة فى مقاييس اللغة (١ / ١٣٤) ، وتاج العروس (أمن).