ويُرْوَى عن النَّبىِّ صلىاللهعليهوسلم أنَّه قالَ : « لا ثِنَى فى الصَّدَقَةِ » (١).
والثِّنَى : هو أَنْ تُؤْخَذَ ناقَتانِ فى الصَّدَقةِ مكانَ واحِدَةٍ.
* والمَثْناةُ ، والمِثْناةُ : حَبْلٌ من صُوفٍ أَو شَعَرٍ.
وقِيلَ : هو الحَبْلُ من أَىِّ شىءٍ كانَ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابِىِّ : المَثناةُ بالفَتْحِ : الحَبلُ.
وعقَلْتُ البَعِيرَ بِثنايَيْن غَيْرَ مَهموزٍ ؛ لأَنَّه لا واحِدَ لَه : إِذا عَقَلْتَ يَدَيْهِ جَمِيعًا بحَبْلٍ ، أو بطَرَفَىْ حَبْلٍ.
قالَ سِيبَوَيْهِ : سأَلْتُ الخَلِيلَ عن الثِّنايَيْنِ ، فقالَ : هو بمَنْزِلَةِ النِّهايَةِ ؛ لأَنَّ الزِّيادَةَ فى آخِرِه لا تُفارِقُه ، فأَشْبَهَت الهاءَ. قالَ : ومن ثَمَّ قالُوا : مِذْرَوانِ ، فجاءُوا بهِ على الأَصْلِ ؛ لأَنَّ الزِّيادَةَ لا تُفارِقُه.
قالَ سِيبَوَيْهِ : وسأَلْتُ الخَلِيلَ ـ رحمهالله ـ عن قَوْلِهم : « عَقَلْتُه بثِنايَيْنِ وهِنايَيْنِ » لِمَ لَمْ يَهْمِزُوا؟ فقالَ : تَركُوا ذلِكَ حيثُ لم يُفْرَد الواحِدُ.
وقالَ ابنُ جِنِّى : لو كانَتْ ياءُ التَّثْنِيَةِ إِعْرابًا ، أو دَليلَ إِعرابٍ ؛ لوَجَبَ أَن تُقْلَبَ الياءُ التى بعدَ الأَلِفِ هَمْزَةً ، فيُقالُ : عَقَلْتُه بثِناءَيْنِ ، وذلِكَ لأَنَّها ياءٌ وَقَعَتْ طَرَفًا بعدَ أَلِفٍ زائِدة ، فجَرَتْ مَجْرَى ياءِ رِداءٍ ورِماء ، وظِباء.
* وعَقَلْتُه بثِنْيَيْنِ : إِذا عَقَلْت يَدًا واحِدَةً بعُقْدَتَيْن.
* والثِّنَى من الرِّجالِ : بعدَ السَّيِّدِ ، وهو الثُّنْيانُ قالَ :
تَرَى ثِنانَا إِذا ما جاءَ بَدْأَهُم |
|
وبَدْؤُهُمْ إِن أَتانَا كان ثُنْيانَا(٢) |
* ورَجُلٌ ثُنْيان : لا رَأْىَ لَهُ ولا عَقْل.
* ورَأْىٌ ثُنْيانٌ : غَيْرُ سَدِيدٍ.
* ومَضَى ثِنْىٌ من اللَّيْلِ : أَى وَقْتٌ ، عن اللِّحْيانِى.
* والثَّنِيَّةُ من الأَضْراسِ : أَوَّلُ ما فى الفَمِ. وللإنسان ، والخُفِّ والسَّبُعِ ثَنِيَّتانِ من فَوْقُ ، وثَنِيَّتانِ من أَسْفَلَ.
__________________
(١) انظر كنز العمال (١٥٩٠٢) ، والنهاية (١ / ٢٢٤).
(٢) البيت لأوس بن مغراء السعدى فى لسان العرب (بدأ) ، (ثنى) ؛ وتهذيب اللغة (١٤ / ٢٠٥ ، ١٥ / ١٣٦) ؛ وتاج العروس (بدأ) ، (ثنى) ؛ والمخصص (٢ / ١٥٩ ، ١٥ / ١٣٨) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين (٨ / ٢٤٤).