قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    المحكم والمحيط الأعظم [ ج ٨ ]

    547/656
    *

    معناه ، سوف تُسْأَلون عن شكر ما جعل الله لكم من الشَّرَفِ والذِّكْر. وهُمَا يتساءَلان.

    فأمَّا ما حكاه أبو علىٍّ عن أبى زيدٍ من قَوْلِهم : اللهُمَّ أعْطِنَا سَأَلَاتِنَا ، فإنما ذلك على وَضْع المَصْدَر موضع الاسْم ، ولذلك جُمِع ، وقد يُخَفّفُ على البَدَل ، فَيَقُولُون : سَالَ يسال وهما يَتَساوَلَان ، والعَرَبُ قاطبة تَحْذِف الهَمْزَ منه فى الأَمْرِ ، فإذا وَصَلُوا بالفاء أو الواو هَمَزُوا.

    وحكى الفارسِىُّ أنّ أبا عُثْمان سَمِع من يقول : إسَلْ ، يريد : اسْأَلْ ، فيحذف الهمزة ، ويُلْقى حركتها على ما قَبْلَها ، ثم يأتى بألف الوَصْل ؛ لأن هذه السِّين وإن كانت متحركة فهى فى نِيَّة السُّكُون ، وهذا كقول بعض العرب : الاحْمَر ، فيخفف الهَمْزَة بأن يحذفها ، ويلقى حركتها على اللام قبلها ، وقد أنعمت شرح ذلك فى كتاب المخصص. فأما قَوْل بِلَال بن جَرِير :

    إذا ضِفْتَهُم أو سايَلْتَهُمْ

    وَجَدْتَ بهم عِلَّةً حاضِرَه (١)

    فإن أحمد بن يحيى لم يَعْرِفْه ، فلما فهم قال : هذا جَمْعٌ بين اللُّغَتَيْن ، فالهمزة فى هذا فى الأَصْل ، وهى التى فى قولك : سَأَلت زيدًا. والياء هى العوضُ والفَرْع ، وهى التى فى قولك : سَألتُ زيدًا. فقد تراه كيف جَمَع بينهما فى قوله : سَآيَلْتَهم ، قال : فوَزْنُه على هذا فَعَايَلْتَهم ، وهذا مثالٌ لا يُعْرَفُ له فى اللغة نَظِيرٌ ، وقوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) [الصافات : ٢٤]. قال الزجاج : سُؤَالُهم سُؤالُ تَوْبِيخٍ وتَقْرِير لإيجابِ الحُجَّة عليهم ، لأن الله تعالى عالِمٌ بأَعْمالهم ، وقوله : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) [الرحمن : ٣٩].

    أى لا يُسْأَل ليُعْلَم ذلك منه ، لأن الله تعالى قد عَلِمَ أَعْمالَهُم.

    * والسُّول : ما سَأَلْتَه ، وفى التنزيل : (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ) [طه : ٣٦].

    * والسُّولَةُ كالسُّول ، عن ابن جِنِّى.

    مقلوبه : أ س ل

    * الأَسَل : نبات له أَغْصان بلا وَرَقٍ ، وقال أبو زِياد : الأَسَلُ : من الأغْلاث ، وهو يخرج قُضْبانًا دِقاقًا ليس لها وَرَق ولا شَوْكٌ ، إلا أن أَطْرَافَها مُحَدَّدة ، وليس لها شُعَبٌ ولا خَشَبٌ ، ولا يكاد ينبت إلا فى مَوْضِعٍ فيه ماءٌ أو قريبٌ من ماء ، واحدته أسَلة.

    * والأَسَل : الرِّماحُ ، على التَّشْبِيه فى اعْتِدالِه وطُولِه واسْتِوَائه ودِقَّة أَطْرافه ، والواحد

    __________________

    (١) البيت لبلال بن جرير فى لسان العرب (سأل) ؛ وتاج العروس (سأل).