ضَوْرِيَّة أُولِعَتْ باشْتِهارِها |
|
نَاصِلَةُ الحَقْوَيْنِ من إزارِها |
يُطْرِقُ كَلْبُ الحَىِّ من حِذارِها |
|
أَعْطَيْتُ فيها طائِعاً أو كارِها |
حَدِيقةً جلبَاءَ فى جِدَارها |
|
وفَرساً أُنْثَى وعَبْداً فَارِها (١) |
مقلوبه : ر ض و
* الرِّضَا : ضِدُّ السَّخَطِ ، وتَثْنِيتُه رِضَوَان ، ورِضَيَان ، الأُولَى على الأصْلِ والأخرى على المُعاقَبة ، وكأنَّ هذا إنما ثُنِّىَ على إرادة الجِنْسِ. رَضِى رِضاً ، ورُضاً ، ورِضْوانا ، ورُضْواناً ، الأخيرة عن سيبَوَيْه ، ونَظَّرَهُ بِشُكْرانٍ ورُجْحَان ، ومَرْضاةً ، فهو راضٍ من قَوْمِ رُضَاةٍ ، ورَضِىٌ من قَوْمٍ أَرْضِيَاءَ ورُضَاةٍ ، الأخيرة عن اللِّحيانِىِّ ، وهى نادِرةٌ ، أَعْنِى تكْسِير رَضِىٍ على رُضَاةٍ ، وعندى أنه جَمْعُ رَاضٍ لا غَيْر. ورَضٍ من قَوْمٍ رَضِينَ عن اللِّحيانىِّ ، وقال سيبَوَيْه : وقالوا رَضْيُوا كما قالوا غَزْيَا أسْكَنَ العَيْنَ ، ولو كَسَرَها لحَذَفَ ، لأنه لا يَلْتَقِى ساكنان حيث كانت لا تَدْخُلُها الضَّمَّةُ وقبلها كَسْرة وراعَوْا كَسْرةَ الضَّادِ فى الأصْلِ ، ولذلك أَقَرُّوها ياءً وهى مع ذلك كله نادرة.
ورَضِيتُ عنك وعليك ، قال القُحَيْفُ العُقَيْلِىُّ :
إذا رَضِيَتْ عَلَىَّ بَنُو قُشَيْرٍ |
|
لَعَمْرُ اللهِ أعْجَبَنِى رِضَاها (٢) |
عَدَّاهُ بِعَلَى لأنها إذا رَضِيَتْ عنه أحَبَّتْهُ وأَقْبلتْ عليه ، فلذلك اسْتَعْمَلَ عَلَى بمَعْنَى عَنْ.
قال ابنُ جِنِّى : وكان أبُو عَلِىٍّ يَسْتَحْسِنُ قول الكسائىِّ فى هذا ، لأنه قال : لَمَّا كان رَضِيتُ ضِدَّ سَخِطْتُ عَدَّى رَضِيتُ بِعَلَى حَمْلاً للشىءِ على نَقِيضِه كما يُحْمَلُ على نَظِيرِه ، وقد سلك سِيبَوَيْه هذه الطَّرِيقَ فى المَصَادرِ كثيراً فقال : وقالوا كذا كما قالوا كَذا ، وأحدُهما ضِدُّ الآخَر. وقوله تعالى : (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) [المائدة : ١١٩ ، التوبة : ١٠٠ ، المجادلة : ٢٢ ، البينة : ٨] تَأْوِيلُه أنَّ الله رَضِىَ عنهم أَفعَالَهُم ورَضُوا عنه ما جازاهم (به).
__________________
(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (غلب) ، (ضور) ، (حذق) ، (طرق) ، (نصل) ، (فره) ؛ وتاج العروس (ضور) ، (حدق) ، (نصل) ، (فره).
(٢) البيت للقحيف العقيلى فى لسان العرب (رضى) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ١٣١٤ ؛ ولسان العرب (يا) ؛ وتاج العروس (عنن).