وفي أصول الكافي ، بإسناده عن حمزة بن محمد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله تعالى : « وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ » قال : نجد الخير والشر.
أقول : وروي في الدر المنثور ، هذا المعنى بطرق عن علي عليهالسلام وأنس وأبي أمامة وغيرهم عن النبي صلىاللهعليهوآله ورواه القمي في تفسيره ، مرسلا مضمرا.
وفي الكافي ، بإسناده عن جعفر بن خلاد قال : كان أبو الحسن الرضا عليهالسلام إذا أكل أتي بصحفة ـ فتوضع قرب مائدته ـ فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به ـ فيأخذ من كل شيء شيئا فيضع في تلك الصحفة ـ ثم يأمر بها للمساكين ـ ثم يتلو هذه الآية « فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ».
ثم يقول : علم الله عز وجل ـ أنه ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة ـ فجعل لهم السبيل إلى الجنة.
وفي المجمع ، وروي مرفوعا عن البراء بن عازب قال : جاء أعرابي إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ـ علمني عملا يدخلني الجنة ـ قال : إن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة ، أعتق النسمة وفك الرقبة ، فقال أوليسا واحدا؟ قال : لا ، عتق الرقبة أن يتفرد بعتقها ـ وفك الرقبة أن يعين في ثمنها ، والفيء على ذي الرحم الظالم.
فإن لم يكن ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن ـ وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر ـ فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : « أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ » قال : لا يقيه من التراب شيء.
* * *
( سورة الشمس مكية وهي خمس عشرة آية )
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤) وَالسَّماءِ وَما بَناها (٥) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (٦) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠)