والرأي وبناء نوع عن المرور وقد فسرت المرة في الآية بكل من المعاني الثلاثة مع القول بأن المراد بذي مرة جبريل ، والمعنى : هو أي جبريل ذو شدة في جنب الله أو هو ذو حصافة في عقله ورأيه ، أو هو ذو نوع من المرور بالنبي صلىاللهعليهوآله وهو في الهواء.
وقيل : المراد بذو مرة النبي صلىاللهعليهوآله فهو ذو شدة في جنب الله أو ذو حصافة في عقله ورأيه أو ذو نوع من المرور عرج فيه إلى السماوات.
وقوله : « فَاسْتَوى » بمعنى استقام أو استولى وضمير الفاعل راجع إلى جبريل والمعنى : فاستقام جبريل على صورته الأصلية التي خلق عليها على ما روي أن جبريل كان ينزل على النبي صلىاللهعليهوآله في صور مختلفة ، وإنما ظهر له في صورته الأصلية مرتين أو المعنى : فاستولى جبريل بقوته على ما جعل له من الأمر.
وإن كان الضمير للنبي صلىاللهعليهوآله فالمعنى فاستقام واستقر.
قوله تعالى : « وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى » الأفق الناحية قيل : المراد بالأفق الأعلى ناحية الشرق من السماء لأن أفق المشرق فوق المغرب في صعيد الأرض لا في الهواء وهو كما ترى والظاهر أن المراد به أفق أعلى من السماء من غير اعتبار كونه أفقا شرقيا.
وضمير هو في الآية راجع إلى جبريل أو إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، والجملة حال من ضمير « فَاسْتَوى ».
قوله تعالى : « ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى » الدنو القرب ، والتدلي التعلق بالشيء ويكنى به عن شدة القرب ، وقيل : الامتداد إلى جهة السفل مأخوذ من الدلو.
والمعنى : على تقدير رجوع الضميرين لجبريل : ثم قرب جبريل فتعلق بالنبي صلىاللهعليهوآله ليعرج به إلى السماوات ، وقيل : ثم تدلى جبريل من الأفق الأعلى فدنا من النبي صلىاللهعليهوآله ليعرج به.
والمعنى : على تقدير رجوع الضميرين إلى النبي صلىاللهعليهوآله : ثم قرب النبي من الله سبحانه وزاد في القرب.
قوله تعالى : « فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى » قال في المجمع : القاب والقيب والقاد والقيد عبارة عن مقدار الشيء انتهى. والقوس معروفة وهي آلة الرمي ، ويقال قوس على الذراع في لغة أهل الحجاز على ما قيل.