وقيل : إن لِئَلَّا في « لِئَلَّا يَعْلَمَ » زائدة وضمير « يَقْدِرُونَ » لأهل الكتاب ، والمعنى : إنما وعدنا المؤمنين بما وعدنا لأن يعلم أهل الكتاب القائلون : إن من آمن منا بكتابكم فله أجران ومن لم يؤمن فله أجر واحد لإيمانه بكتابنا ، إنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله إن لم يؤمنوا ، هذا ولا يخفى عليك ما فيه من التكلف.
وقوله : « وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ » معطوف على ألا يعلم » ، والمعنى : إنما وعدنا بما وعدنا لأن كذا كذا ولأن الفضل بيد الله والله ذو الفضل العظيم.
وفي الآية أقوال واحتمالات أخر لا جدوى في إيرادها والبحث عنها.
( بحث روائي )
عن جوامع الجامع ، روي : أن جبرئيل نزل بالميزان فدفعه إلى نوح عليهالسلام ـ وقال : مر قومك يزنوا به.
وفي الاحتجاج ، عن علي عليهالسلام في حديث وقال : « وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ » فإنزاله ذلك خلقه إياه.
وفي المجمع ، عن ابن مسعود قال : كنت رديف رسول الله على الحمار فقال : يا ابن أم عبد ـ هل تدري من أين أحدثت بنو إسرائيل الرهبانية؟ فقلت : الله ورسوله أعلم. فقال : ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى عليهالسلام ـ يعملون بمعاصي الله فغضب أهل الإيمان فقاتلوهم ـ فهزم أهل الإيمان ثلاث مرات فلم يبق منهم إلا القليل.
فقالوا : إن ظهرنا لهؤلاء أفنونا ـ ولم يبق للدين أحد يدعو إليه فتعالوا نتفرق في الأرض ـ إلى أن يبعث الله النبي الذي وعدنا به عيسى ـ يعنون محمدا صلىاللهعليهوآله ـ فتفرقوا في غيران (١) الجبال وأحدثوا رهبانية ـ فمنهم من تمسك بدينه ، ومنهم من كفر. ثم تلا هذه الآية « وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ـ ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ » إلى آخرها.
ثم قال : يا ابن أم عبد أتدري ما رهبانية أمتي؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال : الهجرة والجهاد والصلاة والصوم والحج والعمرة.
وفي الكافي ، بإسناده عن أبي الجارود قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام لقد آتى الله
__________________
(١) جمع غار.